للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أرستقراطية حربية دينية فحسب، وإلا فبأية لغة ترجم المسلمون تراث اليونان والفرس والهنود والنبط؟ أتتسع اللغة العربية للتعبير عن فلسفة أفلاطون وأرسطو والتعليق عليها وشرحها ثم تتهم بأنها لغة مجتمع أرستقراطي حربي ديني فحسب فليست صالحة لنا؛ وبأية لغة ألف المسلمون في الفلسفة والجغرافيا والفلك والرياضة والمنطق والأخلاق والكيمياء والبلاغة الخ. . . الخ

وبحسبي أن المؤلف قد ناقض نفسه بقوله: (إن اللغة خدمت المجتمع العباسي أجل خدمة، وقامت بشئون حياته) ص ٧٥

ومن عجب أن يطالب بإلغاء كلمات الحرب من لغتنا؛ لأن مجتمعنا سلمي؛ ص ٧٧ فأي سلام هذا الذي يحلم به؟ وأين اللغة التي تخلو من كلمات الحرب حتى نجرد لغتنا منها؟ أو ليس من الحق أن تتهم اللغة بعد قرن إذا ما جردناها من كلمات الحرب بأنها كانت لغة قوم أذلاء مستضعفين؟

- ٦ -

(وإذا كان اللورد هوردر الطبيب الإنجليزي ينصح لكليات الطب في بريطانيا بتدريس كتاب جيفونز في المنطق في السنة الأولى من الدراسة الطبية فإننا أحوج إلى مثل هذه النصيحة في دراسة اللغة العربية في كلية الآداب أو في دار العلوم) ص ١٦

والعجب من مؤلف ينصب قلمه للإصلاح المزعوم أو الموهوم ثم يتجنى أو يغفل، كأنه لا يعلم أن المنطق القديم والحديث يدرس بدار العلوم دراسة تفوق الحد الذي يتطلبه الأستاذ.

- ٧ -

(أبناء دار العلوم هم الذين تخصصوا في اللغة، وتخصصهم حرمهم من دراسات بشرية عدة، فضاقت آفاقهم وتحجرت لغتهم. . . وهم يخشون التغيير لأسباب اقتصادية وطبقية) ص ١٤

أما أنهم هم الذين تخصصوا في اللغة وأدبها فهذا حق، وأما أن تخصصهم حرمهم من دراسات بشرية عدة فهذا باطل، ذلك أنهم يدرسون مع اللغة التي تخصصوا وحدهم في دراستها كما يقول الأستاذ ثقافات أخرى منها علم النفس والتربية والتاريخ والشريعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>