لهذا البيان أقرر أن هذه الطريقة تكثر في مواضع التشريع وفي بعض مواضع القرآن لأنها تكاد تطرد في سائر الأغراض.
أم لعل الأستاذ عبد المنعم لا يرى التصوير إلا في الطريقة الخامسة وحدها؟ فهمت منه حين يقول تعقيباً على النصوص التي أستشهد بها في مقاله الأخير!
(فأين في هذه الآيات وأمثالها الكثيرة (التصوير الفني) الذي لفت نظر الأستاذ سيد وأثار خياله حتى وهو طفل بحبكته في اللوحات ذات الوحدة والتناظر والتمثيل الجامع ذي الظلال والأجواء الشاملة كما يتجلى في (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة أنقلب على وجهه. . .)
وجوابي على هذا أن هذا اللون (الفاقع) من التصوير ليس من الضروري أن يتحقق دائماً لنطلق عليه عنوان (التصوير) وإذا كان هذا اللون هو الذي لفت خياله في الطفولة، فهذا شأن الطفولة التي لا تلفتها إلا الألوان الزاهيةٌ الصارخة. فأما حين تكتمل الحواس الفنية، فهي خليقة أن تدرك أدق الخطوط وأهدأ الألوان، وتنفعل بها أشد الانفعال. . . وهذا هو الذي كان!
ولكن أكنت أنا مقصراً في التنبيه إلى ما أعنيه بالتصوير في القرآن، وهل تركت مجالا في كتابي لمثل هذا اللبس!
فلنعد إلى بعض نصوص الكتاب:
جاء في صفحة ٣٢ من الكتاب، في فصل (التصوير الفني)(ويجب أن نتوسع في معي (التصوير) حتى ندرك آفاق التصوير الفني في القرآن. فهو تصوير باللون، وتصوير بالحركة، وتصوير بالتخيل؛ كما أنه تصوير بالنغمة تقوم مقام اللون في التمثيل. وكثيراً ما يشترك الوصف، والحوار، وجرس الكلمات، ونغم العبارات، وموسيقى السياق، في إبراز صورة من الصور، تتملاها العين وألأذن، والحس والخيال، والفكر والوجدان. . .)
وجاء في صفحة ٦٠ وما بعدها في فصل (التخيل الحسي والتجسيم) بعض التطبيق لهم القواعد:
(لون من ألوان (التخييل) يمكن أن نسميه (التشخيص) يتمثل في خلع الحياة على المواد الجامدة، والظواهر الطبيعية، والانفعالات الوجدانية. هذه الحياة قد ترتقى فتصبح حياة