الإلياذة كانت تطلبها منه - كما ذكرت - بعض الهيئات والجمعيات في شتى المناسبات، فأذكرها أنه نظم في موضوع واحد، وهو غزوة بدر الكبرى، ثلاث قصائد طوال واحدة أثبتها في الجزء الأول من الإلياذة الإسلامية، والثانية نظمها إجابة لطلب جمعية إحياء مجد الإسلام، والثالثة نظمها إجابة لطلب المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين، ولكل قصيدة أفقها وجوها الخاص برغم وحدة الموضوع. تقرأ القصائد الثلاث فلا تحس بتكرار لمعنى أو لفظ، ويصعب كثيراً أن تفضل واحدة على الأخرى، وسنرجئ التعرض لشعره بالتحليل أو الدرس إلى أجل قريب نرجو فيه أن تتوافر لدينا المواد لعرض دراسة شاملة عنه إن شاء الله.
بقى أن نشير إلى ناحية يجهلها الكثيرون من عارفيه، ذلك هو أحمد محرم الشاعر العاطفي الرقيق، فقد اشتهر كشاعر عربي إسلامي، فمن يعرف أن له قصائد تسيل غزلا وعذوبة وتسري فيها حرارة الحب قوية أخاذة لم تنشر منها إلا القليل، أذكر منها تلك القصيدة التي ألهمه إياها الربيع والتي مطلعها:
هتف الداعي فلبوا يا رفاق ... واجمعوا شمل الهوى بعد الفراق
ويقول فيها:
كان للهجر زمان فانطوى ... وخلت من شره دنيا الهوى
كم جريح فيه بالشوق اكتوى ... كم طريح فيه بالدمع ارتوى
كم مشوق بات مشدود الوثاق
يا شفاه الزهر ما أبهى الشفاه ... أضحكي بالله يا دنيا الحياه
وانظمي شعر الهوى إني أراه ... سلوة الصب المعنى في هواه
اسكبيه سلَسلا عذب المذاق
لك من شعري ربيع دائم ... كل بيت فيه عيد باسم
كل معنى فيه حب هائم ... كل حب فيه معنى حالم
كل حلم يملأ السبع الطباق
ويقول:
تلك خمري يا رفيقي خذ وهات ... ودع الهم لأهل الترهات