للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جماعة تنكر هذا التوحيد أشد الإنكار، وتعده إحدى الأعاجيب الكبار , فلننظر كيف حاجتهم في هذه القضية المعقدة:

(لقد تناولها ببساطة ويسر، وخاطب البداهة والبصيرة، بلا تعقيد كلامي ولا جدل ذهني: (أم اتخذوا آلهة من الأرض هم يُنشِرون؛ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا. فسبحان الله رب العرش عما يصِفُون؛ لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون. أم اتخذوا من دونه آلهة؟ قل: هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي. بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون)

أو: (ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه إله. إذن لذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض)

(هكذا في بساطة البداهة التي لا ترى في السماوات والأرض فسادا، إنما ترى نظاماً محكما، لا يكون إلا حين يكون المدبر واحداً قادراً عالماً حكيما.

(وهذه الصورة التي يخيلها - لو كان هناك آلهة - (إذن لذهب كل إله بما خلق) وأنها لصورة مضحكة: أن ينحاز كل فريق من المخلوقات إلى إله. وإن يأخذ كل إله مخلوقاته ويذهب. إلى أين؟ لا ندري! ولكننا نتخيل هذه الصورة فنضحك من فكرة تعدد الآلهة إذا كانت نتيجتها هي هذه النتيجة!)

وهكذا وهكذا إلى آخر ما ضربت من الأمثلة، على سائر ما واجه الإسلام من مشاكل العقيدة، وطريقته في مواجهتها. . .

أما الأستاذ عبد المنعم فيناقش المسألة على النحو التالي، الذي تثبته فقرات من مقاله ننقلها هنا:

١ - (كل ما في القرآن من (منطق، الوجدان في إثبات عقيدة التوحيد أنه ساق القضايا العقلية بتعبير جميل أخاذ حرك به الوجدان والمشاعر مع تحريك الذهن والحكم لصلب كل قضية، ولم يسقها بأسلوب جاف كأسلوب المناطقة الرياضيين الذي تتزاحم فيه المعاني في ألفاظ ضيقة. وأي كلام اعتمد على (الحقائق البديهية الخالدة) وعلى مقدمات ونتائج صحيحة، سواء أكانت محسوسة ومنظورة أم غير محسوسة ومنظورة، فهو منطق ذهني. فإذا جمع إلى صحة المقدمات والنتائج جمال التعبير وروعة الأسلوب وإشراق الطلعة فهو منطق (وجداني) كذلك. منطق الوجدان - وإطلاق (المنطق) هنا تجوز في التعبير - هو

<<  <  ج:
ص:  >  >>