للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لهؤلاء الأئمة فقط، بل من الجائز لأي شخص آخر ولو كان من غير رجال الدين أن يؤم المسلمين في نفس ذلك المسجد. وتعين هؤلاء الأئمة ليس إلا ضماناً لإمامة المصلين في الصلاة حين خلو المسجد ممن يحسن قواعد الصلاة وأمورها كما يجب وفق أحكام الشرع.

ولتسهيل تعيين مواقيت الصلاة ولدعوة الناس إلى عبادة ربهم في الأوقات الخاصة اتخذت الأديان طرقاً مختلفة للدعوة إلى الصلاة. من هذه دق الناقوس أو التبويق أو إشعال النار إلى آخر ما هنالك من علامات. وقد شعر المسلمون بهذه الحاجة حينما تكاثر عددهم وتزايد جمعهم حتى شمل أكثر أهل المدينة. وشعر النبي (ص) نفسه بهذه الحاجة، وتشاور مع أصحابه في المسألة فقيل له (انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رآها الناس آذن. فلم يعجبه ذلك؛ فذكر له بوق اليهود ويقال له الشبور أو القبع وهو القرن الذي يدعون به لصلاتهم؛ فقال هو من أمر اليهود. فذكر له الناقوس الذي يدعو به النصارى لصلاتهم فقال هو من أمر النصارى. فقالوا لو دفعنا ناداً فإذا رآها الناس أقبلوا إلى الصلاة، فقال ذلك للمجوس).

وجاء في الأخبار أيضاً أن الرسول (ص) قال: (أولاً تبعثون رجلا ينادي بالصلاة؛ ففعلوا ذلك) وكان اللفظ الذي ينادي به بلال قبل رؤيا عبد الله: (الصلاة جامعة) وجاء أيضاً: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين للصلاة. فبينما هم على ذلك إذ رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه أخو بالحرث بن الخزرج النداء، فأتى رسول الله صلى عليه وسلم فقال له يا رسول الله أنه طاف بي هذه الليلة طائف: مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً في يده؛ فقلت له يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ قال وما تصنع به؟ قلت ندعو به إلى الصلاة. قال أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت وما هو؟ قال تقول: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. فلما أخبر بها رسول الله صلى عليه وسلم قال أنها لرؤيا حق أن شاء الله. فقم مع بلال فألقها عليه فيلؤذن بها فانه أندى صوتا منك. فلما أذن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج إلى رسول الله وهو يجر رداءه وهو يقول: يا نبي الله! والذي بعثك بالحق لقد رأيت

<<  <  ج:
ص:  >  >>