بالأنغام، منها ما يحزن ومنها ما يفرح. . . إن عائلة ستروس ستفخر بي. . . ولن تهدأ ثائرتي حتى أضيف إلى مجدها التالد مجداً طريفاً. . .
- (إذن فقد نلت الإذن للظهور أمام الجمهور. . .) ولكن ما لبثت الأم أن قالت في لهجة حزينة: (لست أدري كيف يتلقى أبوك ذلك النبأ!) فأجاب جوني في غير مبالاة:
- ليس هناك من يكترث لما يقوله أبي. . . كم كنت حزيناً عندما أخبروني أنه يجب أن أحوز موافقة والدي. . . لولا أن السيد (بال) ذلك الحاكم الطيب جعل الأمر في غنى عنها. . . والآن ليس هناك ما يعوق ظهوري أمام الجمهور مديراً لإحدى الفرق الموسيقية. . . أتعلمون ما الذي سيعود علي من ذلك؟! الحرية. . . الشهرة. . . المجد، حياة ترفع الإنسان فوق ذلك العالم الخامل. وداعاً أيتها السجلات. . . لقد حطمت قيودي بعزمي الراسخ واعتدادي بنفسي. . . ضعوني على منصة المدير ودعوني أنصت إلى التصفيق. . . ثم استمعوا إلى تلك الألحان العذبة الشجية التي ستنساب في تسلسل. . .)
وأخذ - في نشوة تلك الحماسة - يراقص والدته ثم خادمته العجوز (وابي).
خيم الصمت على الجميع حول المائدة ما عدا جوني الذي طفق يتحدث عن مشروعاته: -
سأطلق على لحني الجديد اسم (قلب أم) وسنعزفه في صالة (دمرير) ذلك المطعم الشهير. . . والكل يدرك ماذا أعني بذلك الاسم. . . أنه أنت. . . أنت وحدك يا أماه. . . يا من عاونتني على صعود أولى درجات المجد. . . ولكن والدته كانت في شغل عنه، متجهة بتفكيرها إلى والده، وانتبهت واقترحت على جوني أن يسمي اللحن الجديد (الأمر بالمعروف).
وأخيراً حل اليوم الخامس عشر من أكتوبر، وعلم الجمهور من الإعلانات الضخمة مدار الحديث في الأندية والحوانيت والمقاهي. . . أدرك أن (جوني ستروس) كون فرقة موسيقية يديرها لعزف لحنه الجديد في صالة (دمرير) في (هتزيج). . .
واجتمع جميع أهالي (فينا) لمشاهدته: أما نصراً يسمو إلى أوج المجد، أو فشلاً يهبط إلى الحضيض. . . وبلغت حالة التوتر أقصاها بين ذلك الجمع الحاشد،. . . وكان لظهور ذلك الفتى الفتان بمظهر الفنان بتجاعيد رأسه وبريق عينيه اجمل وقع متباين في النفوس. . . وتمت النساء وقد استخفهن الإعجاب فرحن يهتفن ويشدن بعبقرية ذلك الفنان. . . بينما