ج١٨ ص١٣١: كان أبن دريد قد أملى الجمهرة في فارس ثم أملاها بالبصرة وببغداد من حفظه. . . فلذلك قلما تتفق النسخ، وتراها كثيرة الزيادة والنقصان، ولما أمله بفارس غلامه تعلم من أول الكتاب، والنسخة التي عليها المعول هي الأخيرة.
قلت: ولما أمله بفارس علامة تعلم من أول الكتاب
ج١٦ ص١٨٤: وللفتح بن خاقان (وزير المتوكل العباسي):
أيها العاشق المعذب صبراً ... فخطايا أخي الهوى مغفورة
زفرة في الهوى أحط لذنب ... من غزاة وحَجّة مبرورة
قلت: حجة بالكسر في الفصيح والصحاح واللسان والقاموس. وفي اللسان: روي عن الأثرم وغيره: ما سمعنا من العرب حج حجة. وروى عن الكسائي مثل ذلك. وفي النهاية: الحجة بالفتح المرة الواحدة على القياس. وقال الجوهري الحجة بالكسر وهو من الشواذ. وفي التاج: فتبين أن الفعلة تقال بالوجهين الكسر على الشذوذ. وقال القاضي عياض لا نظير له في كلامهم، والفتح على القياس.
قلت: الكسر خير. وقد قال الأثرم والكسائي ما قالاه. ثم استغفر الله من رواية البيتين.
ج٤ ص٢٣١: تقدم رجلان إلى القاضي أبي أحمد بن أبي علان - رحمه الله - فادعى أحدهما على الآخر شيئا فقال المدعى عليه: ما له عندي حق. فقال القاضي من هذا؟ فقالوا: أبن هارون النحوي العسكري. فقال القاضي: فأعطه ما أقررت له به. . .
قلت: (ما له عندي حق) بضم اللام، وقد قالها عامية، فورط المسكين نفسه في بلية. وما كان له - وهو العالم اللغوي النحوي - أن ينطق بغير صحيح. وإني لأتيقن إنه راح يردد - وهو يحمل تسجيل القاضي - هذا المثل: (إن البلاء موكل بالمنطق) ويلعن لغة العامة ودعاها - إن كان لها في ذلك الزمان دعاة. . . - لعناً كبيراً.
ج٤ ص٦٨: ولم أزل منذ حرمت التشرف بخدمته أنطوي على مبايعته، وأتلظى شوقا إلى التسعد بخدمة حضرته التي هي مجمع الوفود، ومطلع الجود، وعصره المحمود.
وجاء في الشرح: (المحمود) في الأصل المنجود، فأصلحت إلى ما ذكر.
قلت: وعصرةُ المنجود. في اللسان: قال أبو زبيد:
صادياً يستغيث غيرَ مغاث ... ولقد كان عصرة المنجود