حسن، وإلا كان الأجدر أن نقبلها من ألمانيا ضدهما)؛ ولذا طلبت روسيا إتمام الاتفاق مع حليفتها على اقتسام الإمبراطورية العثمانية طبقا للأسس التي كانوا ارتضوها باتفاقات ومذكرات دبلوماسية متبادلة بينهم؛ وأكدت أن كل حل للمسائل المتعلقة بالاقتسام سيكون مزعزعا إن لم يدخل في نصيب روسيا: استنبول وضفة السفور الأوربية وبحر مرمرة والدردنيل وتراقيا الجنوبية إلى خط يمتد في شماليها بين إبنوس وميديا؛ وكذلك جزء من الضفة الأسيوية بين البسفور ونهر سقاريا وموقع يعين بعد خارج الدردنيل؛ ثم جزر بحر مرمرة وجزيرتا إمبروس وتندوس، إذ لا غناء لروسيا في زعمها عن هذا كله من الجهة الاستراتيجية
قبيل كل من إنجلترا وفرنسا إتمام الاتفاق ورفضتا العون اليوناني في حملة الدردنيل التي أخفقت في النهاية
ثم سلم كل من الدولتين، بعد المفاوضة، بسائر طلبات روسيا أمام خطر التطور في الرأي الروسي بسبب خيبة الأمل في بتروجراد لإخفاق جميع المحاولات الإنجليزية الفرنسية في الدردنيل. وقد أظهر الروس غيظهم من توقع الجلاء عن شبه جزيرة غاليبولي، وسمع في بعض البيئات الروسية تلميح إلى أن الجيوش المسكوفية سوف لا تجلى بعد الحرب عن الأراضي التي كانت تتأهب يومئذ لغزوها في أرمينية وجهة الموصل، وهي من بلاد البترول
ومما شرطته روسيا في اتفاقاتها مع حليفتيها أن تضم مناطق ارضروم وفان وبتليس، حتى أردو على شاطئ البحر الأسود غربي طربزون؛ وتضم قسما من أرمينية وقسما من كردستان.
هذا، وفي ٨ مارس عام ١٩١٤ صرح نقولا الثاني وسزانوف لموريس بمبار سفير فرنسا بأن روسيا تترك لها حرية التصرف في سورية وقيلقية؛ ولكنها لا تترك أبدا لدولة غير أرثوذكسية أن تجعل تحت حمايتها القدس والجليل والأردن وبحيرة طبرية
وقد تم اقتسام الإمبراطورية العثمانية بين الحلفاء في ثلاثة أعوام هي ١٩١٥ و١٦ و١٧، ولم يتركوا لتركيا غير أرض شكلها شبه منحرف رؤوس زواياه أردو على البحر وسيواس وافيون قره حصار وبرصة، ومنها قوس تمتد حول ركن البسفور، ولولا الثورة الروسية،