من هذا يتضح لنا أن نظام الزراعة التجمعية يتطلب دقة فائقة وعناية للانتفاع بمحصولات البلاد على أكمل وجه وتوزيعها توزيعا اقتصاديا يعود بالنفع على كل فرد من أفراد الأمة. كما إنه يمكن البلاد من الانتفاع بفضلات المحصولات انتفاعا علميا. والدليل على ذلك أن قومسارية الأغذية تنتفع بفضلات المحصولات إلى أقصى حد في صناعة الأغذية فتحسنت بسبب ذلك حالة الأغذية في المدن بعد سنة ١٩٣٣.
ولا جدال في أن جباية الحكومة ضريبة عينية من اللبن عن كل بقرة قد أدى إلى اهتمام الفلاحين بتحسين البقر الحلوب وإيجاد عشرات منه أكثر إدرارا. كما أن ازدياد حاجة الزراعة إلى الأسمدة أدى إلى الإكثار من الماشية والى إنشاء مصانع الأسمدة الكيميائية على نطاق واسع.
وقد أدت طريقة دفع الأجور على حساب القطعة إلى تسابق الفلاحين في العمل ومباراتهم في ابتداع الوسائل الكفيلة بسرعة إنجازه وإتقانه فزادت غلة المحصولات في كثير من الحالات زيادة مدهشة
وقد أقام السوفييت في سنة ١٦٩ - ٤٠ معرضا زراعيا عاما في موسكو استعرضوا فيه أوجه نشاط المزارع التجمعية وإنتاجها ودرجة تقدم الحياة الاجتماعية فيها فاتضح منه جليا أن المزرعة التجمعية وحدة زراعية نموذجية للإنتاج كاملة بعمالها وآلاتها الزراعية ومبانيها ومواشيها فهي تضم كل مستحدث في الفنون الزراعية مما يسهل العمل لعمالها ويجلب الراحة والهناء والسعادة والرخاء والصحة لهم. وقد بلغ عدد حظائر تربية الماشية التابعة للمزارع التجمعية عند بدء الغزو الألماني لبلاد السوفييت ٦١٨٠٠٠ حظيرة تحوي نحو ١٨ مليون من حيوانات الفصيلة البقرية و٧ ملايين خنزير و٣٣ مليون من الغنم والماعز. وفي كل مزرعة مهندس زراعي وخبير للتقاوي وخبير لتربية الماشية وطبيب بيطري وخبير لفلاحة البساتين وميكانيكيين، وقد بلغ عدد المتخصصين تخصصا علميا في فروع الزراعة المختلفة في المزارع التجمعية ببلاد السوفييت ٣٢٢٠٠٠ من مهندسين زراعيين وخبراء في شتى شؤون الزراعة وبيطريين
وليس أدل على نجاح نظام المزارع التجمعية مما وصل إليه رخاء أعضائها. فقد وصل