دخل الفلاح السنوي في بعض المزارع التجمعية إلى ٢٤٠٠ روبل علاوة على ثلاثة أرادب مصرية وثلث أردب من القمح و٦٠٠ رطل من الخضروات و٣٠٠ رطل من البطاطس و٣٠٠ لتر من الخمر بخلاف ما يحصل عليه من مزرعته الخاصة الملحقة ببيته وما يكسبه من إيوائه في بيته للنزلاء الذين يفدون إلى الريف طلبا للنزهة والراحة.
ومما يدل على رخاء الفلاحين في المزارع التجمعية نوع البضائع التي تعرض في المخازن التعاونية في القرية مثل: الجوارب والأحذية وأحمر الشفاه، واسطوانات الجراموفون، وساعات الحائط، والدراجات، والراديوات وغير ذلك من الكماليات التي لم يسبق للفلاح الروسي أن تمتع بها من قبل.
ويرجع رخاء الفلاح السوفيتي إلى عدة عوامل أخرى نذكر منها زيادة مساحة الأراضي الزراعية بالنسبة لعدد السكان، وزراعة محصولات أخرى أكثر ربحا، وزيادة المنتجات الحيوانية، وتحسن التسويق، ونظام الأسواق، وازدياد الدخل من موارد غير زراعية، ونقص أثمان البضائع المصنوعة مقدرة على أساس أثمان المحصولات الزراعية، ونقص الضريبة المفروضة على الفلاح وتخلصه من أثقال الربا وإيجارات الأرض والوصول إلى طريقة تقلل الفقد في المحصولات في عمليات الضم والدراس والتخزين وغيرها فقد أمكنهم باستعمال آلة الضم والدراس المزدوجة أن يقللوا الفقد في محصول الحبوب بنسبة قد تصل إلى ٣٣ % في القمح
وقد أثرى الفلاحون في المناطق الشمالية الوسطى من إنشاء مصانع الألبان، ومن زراعة الخضروات والبطاطس والمحصولات الصناعية. كما أنهم قد استفادوا من امتداد منطقة زراعة القمح شمالا في أراضي كانت تعتبر في الماضي غير صالحة لإنتاج المحصولات الغذائية
ويدل ما تخطه أقلام الكتاب السوفيتيين على أن الفلاح الروسي قد أصبح سيد نفسه له حق التمتع بما تنتجه عبقريته ويداه لا يشاركه في إنتاجه أحد. فقد كتب بوريسوف عن الفلاح وهو يخاطب القديس نقولا العجائبي:(لمن أيها القديس العزيز يجب أن تكون الأرض والحقول والقرى) فأجابه القديس نقولا: (إليكم يا اخوتي وإلى أبنائكم، نعم إليكم دون غيركم).