ويقول الكتاب الروسي بلسان رجل المستقبل وهو يخاطب الشعب:(أنا لا أتكلم إليكم عن الجنة وعدكم بها المسيح بل أكلمكم عن جنة الدنيا التي هي للجميع ما عدا ضعفاء النفوس)
ويقول الكتاب بلسان الفلاحين الروسيين:(نحن الذين لم نكن شيئا فأصبحنا الآن كل شيء). ويقولون أيضاً:(الأرستقراطية الحديثة هي أرستقراطية العمال المهرة الفنيين، فهؤلاء هم الذين يجب أن يتمتعوا بحقهم من الراحة والرياضة والتعليم والعناية بهم وبأطفالهم).
محطات الجرارات والآلات
رأى السوفييت أن تقدم الزراعة ووصولها إلى الذروة العليا التي يرمون إليها لا يتم في بلادهم المتسعة الأرجاء الفسيحة السهول بغير استعمال الآلات الزراعية والميكانيكية الحديثة، ولذلك أنشأت الحكومة نظام محطات الجرارات والآلات الزراعية
وتتوقف طبيعة المحطة على نوع المحصول الأساسي لكل منطقة سواء كان من الغلال أو القطن أو بنجر السكر أو غير ذلك. ولما بدأت الحكومة السوفيتية التحول الجبري في سنة ١٩٣٠ من الزراعة الفردية إلى النظام التجمعي كان في الروسيا ١٥٨ محطة من هذه المحطات ملكا للحكومة و٤٧٩ محطة تعاونية وكان عدد الجرارات في الروسيا أربعين ألف جرارة صالحة للأعمال الزراعية منها عشرة آلاف جرارة تابعة محطات الآلات الزراعية الحكومية، وهي صالحة لفلاحة المزارع التجمعية التي أنشئت في البلاد حديثا.
ومن الدوافع الأساسية التي حدث بالسوفييت إلى تعميم نظام المزارع التجمعية هو جعل الزراعة بالآلات الميكانيكية الحديثة ممكنة واقتصادية، ولذلك أنفقوا ملايين الجنيهات في بناء مصانع إنتاج هذه الآلات التي خرجت من طور التجربة إلى الإنتاج في نهاية سنة ١٩٣٣ إذ كان لديها مائة ألف جرارة. وجميع هذه المحطات حكومية تؤدي جميع ما يطلب منها من العمليات الزراعية في المزارع التجمعية التي أصبحت تعتمد عليها في ذلك فهي تقوم بالحرث والضم والحصاد والدراس وغير ذلك مقابل نسبة مئوية من محصول المزرعة تتراوح بين ١٠ - ٢٠ % حسب قلة المحصول أو وفرته.
وقد كان نصف العمل الزراعي قبل الهجوم الألماني في الحرب الأخيرة يؤديه الخيل والنصف الآخر تؤديه الآلات. وقد بلغ عدد الخيول في المزارع التجمعية ٥ ٨ مليون