جزءا هاما من ملامح حياتها الشعبية التي ينبغي أن تتمسك بها في عزة وفخر لو أنها تابعت تلك الحركة الهوجاء التي يقودها المتعلمون.
وهناك فريق آخر من المتزمتين الرجعيين، يتخذ من اسم الدين سلاحا لمحاربة الموالد؛ ويحتجون بأن الرسول (صلعم) لم يحتفل قط بمولد أحد من الصحابة ولم يأمر غيره بذلك، وكل ما لم يأمر به الرسول فهو بدعة وضلالة يجب محاربتها حتى تواد - ولكن ماكفرسون يرى أن هذه الحجة لا تكاد تقوى على الوقوف على قدميها حتى تتهافت، فالمسلمون اليوم يحيون حياة لم يحيها الرسول العظيم ولم يأمر الناس بأن يحيوها: والمسلمون اليوم يتخذون كثيرا من وسائل الحضارة الأوربية الحديثة لم يتخذها الرسول قط، ولم يأمر الناس بأن يتخذوها فماذا يكون من أمر المسلمين إذن لو أنهم نفضوا أيديهم من كل ما يباشرونه اليوم من أعمال، وما يتخذونه من وسائل للحياة لم تكن على أيام (الرسول)؟ لاشك أن طائفة لرجعيين الذين يهاجمون الموالد بهذه الحجة هم من أبعد الناس عن أن يفكروا في نبذ وسائل الحياة الحديثة التي لم يأمر الرسول بها ويعيشوا عيشة العرب على أيامه (صلعم). وإذا كان أنصار الرجعية هؤلاء يحتجون أيضاً بضرورة القضاء على الموالد نظرا لما تحويه من ضروب الإغراء والإغواء من رقص وموسيقى وغناء وما إليها، فإن ماكفرسون يرى أن هذه الجوانب لا تمثلها إلا ناحية واحدة من الموالد لا يقاس ضررها إلى ما يلحق مصر من ضرر لو أنها منعت الاحتفال بالموالد أصلا. ويضيف ماكفرسون إلى ذلك أن الرقص والموسيقى والغناء كانت دائما عناصر جوهرية من عناصر الدين في كل عصوره، فالنبي داود كان ينشد الأناشيد ويعزف على المزأمير؛ والمسيحية لا تزال تعتمد في كنائسها على أنغام الموسيقى لإثارة كوامن الشجن في قلوب الناس؛ ولا يزال هناك بعض الصبية يرقصون في دير سانت كاترينا في شبه جزيرة سينا؛ فالصلة بين الدين والموسيقى صلة وثقة في الواقع على عكس ما يظنه بعض الناس - ونحن هنا نجد أن ماكفرسون لم يفهم طبيعة الشريعة الإسلامية حق الفهم ويخلط بين تعاليم الدين الإسلامي وغيره من الأديان والملل، فتعاليم الإسلام تنهى صراحة عن الرقص والموسيقى والغناء إذا ترتب عليها مفسدة أو شغلت القلوب بغير ذكر الله.
وهناك أخيرا حركة ثالثة يقوم بها العلماء والفقهاء ضد الدراويش؛ واصل هذه الحركة هو