فاطمة وسكينة ابنتي الحسين أيضاً، ورفات السيدة زينب شقيقته، وجثمان السيدة فاطمة النبوية وأختها عائشة بنتي الإمام السادس جعفر الصادق، ورفات السيدة نفيسة حفيدة الإمام الحسن (وقد أمضت السيدة نفيسة ستة أعوام في القاهرة قبل أن تنتقل إلى الرفيق الأعلى)؛ كما يوجد بها أيضاً قبر سيدتنا رقية وسيدي هارون، والشيخ عبد الله الحجر من نسل الحسين، وغير هؤلاء كثيرون من نسل النبي (ص). ولقد كان للفاطميين (اللذين حكموا مصر من القرن السابع الهجري إلى القرن السادس) اليد الطولي في العناية بمقابر آل البيت ومخلفاتهم بعد أن أسسوا القاهرة وجعلوها عاصمة ملكهم، وبذلك صار للقاهرة مكانة ممتازة في العالم الإسلامي كله. ويحتفل المسلمون في مصر اليوم بأعياد كل هؤلاء الأشراف وغيرهم لتمجيد ذكراهم واكتساب رضوانهم وشفاعتهم في الآخرة.
فالدافع الأول إذن على الاحتفال بالموالد كان في الأصل دافعا دينيا بحتا الغرض منه تمجيد ذكرى أولياء الله الصالحين، ولكن لم تلبث أن داخلتها بعض المظاهر الدنيوية، وشابتها بعض عناصر اللهو والتسلية، وأخذت تتغلغل فيها شيئا فشيئا حتى أصبحت الموالد احتفالات شعبية أكثر منها دينية، وأخذ الشعب كله يشارك فيها على اختلاف طوائفه الدينية، فيشترك الآن بالاحتفال بالموالد الإسلامية كثير من غير المسلمين من أقباط مصر ويهودها بل ومن الأجانب أيضاً؛ كما أصبح المسلمون يشتركون مع المسيحيين في أعيادهم (وموالدهم) مثل عيد القديسة تيريزا في شبرا، وعيد الشهيد مارجرجس وغيرهما. ولاشك أن هذه الظاهرة الجميلة ترجع إلى ما عرف بين المصريين من روح التسامح وعدم التعصب الديني وروح الصداقة التي يحسونها نحو النصارى كما أمرهم القرآن الكريم.
- ٣ -
من أصعب الأمور على المرء أن يحاول تحديد مواعيد الاحتفال بالموالد في مصر تحديدا دقيقا؛ وتزيد هذه الصعوبة بالنسبة للأجنبي عن البلاد الذي لا يعرف أصول التقويم القمري الذي يسير عليه المسلمون. فالسنة القمرية تقل عن السنة الشمسية بأحد عشر يوما، والموالد الإسلامية تتبع التقويم القمري، وذلك يستدعي وجود تغير كل عام في موعد الاحتفال بالنظر إلى التقويم الشمسي. واتباع التقويم القمري يحدث أحيانا شيئا غير قليل من الالتباس على الأجانب على الخصوص. ومن ألطف ما حدث في هذا الصدد أن