للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والنقل.

وينسب إليه الغلو في الأئمة حتى أنه أشركهم مع الله في الخلق وفي القدرة وفي مسائل أخرى هي من صفات الألوهية والربوبية؛ لذلك حكمت عليه طبقة العلماء بالكفر والخروج عن الدين وكتبت بذلك وثيقة وضعتها في كربلاء إحدى المدن المقدسة في العراق.

ولم يكتب الرواج للمذهب (الشيخي) على عكس (البابية) التي نشأت في أحضان (الشيخية) ونمت بتربتها. والظاهر أن للتنظيم وقدرة زعماء البابية على إحكام أساليب الدعاية وتوجيه أنظارهم نحو العالم الخارجي المتعطش لكل فكرة غريبة هي التي دعت إلى رواج هذا المذهب الغريب. أما المذهب (الشيخي) فلم يظهر في وسطه زعيم قوى بعد وفاة خليفة (الإحسائي) السيد كاظم الرشتي يستطيع الاستمرار عل دعامة ذلك المذهب على الرغم من الجهود التي بذلها بعض علمائهم من أمثال الحاج محمد كريم خان الكرماني والملا محمد الماقاني ? ? ومع ذلك فلا زالت هنا لك جماعة صغيرة مشتتة بين العراق وإيران وسواحل الخليج تنتمي إلى مذهب الإحسائي ولكنها لا تتظاهر بذلك ولا تجهر به.

وأكثر الكتب المؤلفة في عقائد (الشيخية) هي من تأليف الشيخ أحمد الإحسائي نفسه الذي كان مؤلفا وكاتباً نشطا في التأليف، ومن تأليف تلميذه وخليفته السيد كاظم الرشتى والكرماني والماقاني ومن ظهر من رجالهم. وقد طبع بعضها ولا سيما كتب الشيخ أحمد الإحسائي في إيران والهند. ولدى الأستاذ المؤرخ المحامي عباس العزاوي وهو عالم ومن الهواة في جمع الكتب مجموعة مهمة من كتب الشيخية منها ما هو بخط الإحسائي نفسه، ومنها ما هو بخط السيد كاظم الرشتى أو بخط الزعماء الشيخيين.

حاول الملا صدرا كما حاول جماعة إخوان الصفا وبقية الفلاسفة الإسلاميين وقبلهم الفلاسفة المسيحيون التوفيق بين الفلسفة والدين، وبين العقل والنقل، وبين فلسفة اليونان وبين دين الإسلام. والملا صدرا ميال إلى آراء اليونانيين بل هو يؤمن بها إيمانا كليا ولكنه مسلم من جهة أخرى، وفي محيط إسلامي كانت الصوفية في ذلك الوقت تتحكم فيه. هو صوفي في التفكير والحياة والميول. ويذهب مذهب محي الدين بن العربي في آرائه ولا سيما في فكرة (وحدة الوجود).

ولعل وحدة المزاجين مزاج ابن العربي ومزاج الملا صدرا هي التي جمعت بين الملا

<<  <  ج:
ص:  >  >>