وأكثر مما يعطينا بيت أو أبيات كثيرة، وإن كانت القصة ضعيفة ركيكة فلا يصح وزنها ببيت عبقري، ولا وجه للمفاضلة حينئذ، على أنه إذا كان المرجع إلى الفوائد معدودة محسوبة، فإن الخمسين الصفحة قد تعطينا أكثر من البيت الواحد مهما بلغت من الضعف
أما المقياس الثاني، فأحسبه ليس كذلك فاصلا، فالطبقات الدنيا في الثقافة أو في الأخلاق لا تروج عندها إلا أنواع خاصة من القصص ليست هي التي يفاضل بينها الكاتب وبين الشعر، وكما يروج عندهم نوع من القصص رخيص، كذلك يروج عندهم أنواع من الشعر رخيصة، على أننا نجد أن ميل العامة ليس دائماً إلى القصص، فهناك من الأمم ما يميل عامتها وخاصتها إلى الشعر ويروج عندهم، وهناك أمم يميل عامتها وخاصتها إلى القصص؛ فميل الطبقات الدنيا ليس حكما في المفاضلة بين نوع من الآداب ونوع آخر، وإنما الحكم الفصل في طبيعة الآداب أنفسها، ولعلنا نظفر من الكاتب الكبير إلى بيان شاف في هذا الموضوع الخطير
علي العماري
المدرس بالأزهر
ملك من شعاع
ظاهرة طيبة، ولا ريب، بدأنا نلحظها أخيراً، إذ شرع الكتاب يولون وجوههم شطر مضر القديمة، ويمدون أبصارهم إلى تاريخها الغابر، ينهلون منه أدباً جميلاً وقصصاً بارعة، وأخذوا يستغلون هذا المنجم الذهبي البكر، ويفرغون كنوزهم في قوالب تتيح لأهل البلاد وجيرانهم أن يشاركوا الفراعين الأمجاد فيما خلفوه من تراث أبقى على الدهر من تراث الذهب والمال.
فأصدرت سمو الأميرة شيوه كار قصة مصرية عنوانها (نفررس أس)، وكتب الأستاذ عبد المنعم محمد عمر أمين دار الكتب مسرحية عنوانها (إيزيس وأوزريس)، وكتب الأستاذ عادل كامل قصة (ملك من شعاع)، وأخرج الأستاذ علي أحمد باكثير مسرحية (الفرعون الموعود) فضلاً عن (أحمس) للأستاذ عبد الحميد جودة السحار وو. . .
وكتاب (ملك من شعاع) الذي نحن بصدده، وصمه الأستاذ عادل كامل المحامي واتخذ