الخشب وطحن البقول للماشية. وأصبح اللبن يوضع في ثلاجات حديثة. وأضحى أعداد اللحوم وطهي الطعام لا يستغرق وقتا طويلا. وأصبحت ربات المنازل يستطعن استخدام المدفآت الكهربائية وآلات كي الملابس الكهربائية وغيرها من الأدوات التي توفر الوقت والجهد والمال.
ولم تتجل آثار إدارة وادي تنيسي في أي ميدان من ميادين الحياة كما تجلت في ميدان الزراعة. فقد أمكن للإدارة - بالتحكم في مياه الفيضان والتغلب على تآكل التربة وتوفير مواد الفوسفات للتسميد - أن تجعل المزارع في حالة رخاء لم يسبق لسكان الوادي عهد بها، وأخذت المحصولات التي تسمى في الولايات المتحدة (محصولات الزراعة) كالطباق والقطن والذرة مثلا أخذت تفسح المجال للبرسيم وفول الصويا وهما من المحصولات التي تكسب التربة غنى في المواد العضوية. وأصبح من المألوف حرث الأراضي بالآلات التي تحرثها حرثا منتظما يعمل على توقي تآكل التربة. وأخذ الفلاحون يقومون أفرادا بفلاحة سفوح التلال وإصلاح الأراضي البور. واستطاعت إدارة وادي تنيسي بمعاونة الهيئات الأخرى المتصلة بها أن تقنع الفلاحين في الوادي بالإكثار من زراعة أنواع شتى من الخضروات لزيادة دخلهم وتمكينهم من شراء مزيد من الملابس وغيرها من ضرورات الحياة. واستطاع الفلاحون في منطقة وادي تنيسي أن يستخدموا الكهرباء في إدارة الآلات التي توفر العمال والوقت والمال. وشرعوا يتعلمون كيف يستطيعون توليد سلالات أفضل من الماشية وإنتاج أنواع ممتازة من الفاكهة والخضروات، وهي جهود تهدف إلى إنتاج مواد منوعة غنية بالفيتامينات تقوّم صحة الفلاحين وعائلاتهم، وتكسبهم مناعة وجلداً.
وانتشرت الصناعة في الوادي بفضل إدارة وادي تنيسي. وزاد إنتاج الألمنيوم والمطاط والدقيق والمواد الكيميائية اللازمة للحرب كنترات النوشادر وهي مادة هامة في صناعة المفجرات القوية، واستغل في أثناء الحرب الأخيرة ٧٥ في المائة من قوى إدارة وادي تنيسي في إنتاج المواد الحربية.
وأنشئت إلى جانب هذا المشروع الضخم مشروعات أخرى تتصل بالحياة اليومية لسكان هذه المنطقة فضلا عن مشروعات توفر قوى كهربائية رخيصة وتحسن وسائل الزراعة والإنتاج الصناعي، وشيدت آلاف من المنازل الرخيصة وانتشرت المعاهد واتخذت وسائل