أسباب النزول وترتيب النزول والناسخ والمنسوخ وتمييز الآيات المكية من الآيات المدنية، ووضع تواريخ ثابتة لأوقات نزول السور والآيات.
أما القرآن الكريم فكتاب سماوي مثل سائر الكتب السماوية جاء بأحكام أساسية عامة وشرعاً للناس. أحكامه أساسية عامة شرحها النبي لأصحابه وسأل الصحابة الرسول عن الآيات ومفردات الكلمات. وقد رتبه وجمعه نفر من الصحابة. لذلك كان على المسلمين معرفة ترتيب النزول. ولم يتعرض القرآن في أي مكان منه إلى تفصيل كيفية الصلاة وعددها في اليوم، وقد أجهد المفسرون أنفسهم لشرح ذلك وتفسيره تفسيراً يظهر منه عدد الصلاة في اليوم وكيفيتها، ولكننا لا نستطيع في هذا اليوم أن نقول بأنهم نجحوا في ذلك، لأن القرآن الكريم يترك أمر الشرح والتفسير إلى الرسول. وعقول الصحابة مختلفة في الوعي والفهم والقرب من الرسول لذلك كانت شروحهم مختلفة وتفاسيرهم متباينة في بعض المواقف وهذا مما يزيد في موقف المؤرخ في هذا اليوم صعوبة وحرجا.
جاء عن نافع بن جبير بن مطعم وكان نافع كثير الرواية عن ابن عباس أنه قال:(لما افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فصلى به الظهر حين مالت الشمس، ثم صلى العصر حين كان ظله مثله، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب الشفق، ثم صلى به الصباح حين طلع الفجر، ثم جاءه فصلى به الظهر من غد حين كان ظله مثله، ثم صلى العصر حين كان ظله مثليه، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس لوقتها بالأمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل الأول ثم صلى به الصبح مسفراً غير مشرق)
والذي يفهم من رواية نافع هذه أن الصلاة حينما فرضت فرضت خمس مرات في اليوم رأساً وأن جبريل عين للرسول أوقاتها، أولها ومنتهاها، كما عين ذلك الفقهاء فيما بعد ولم تعين الرواية الوقت الذي فرضت فيه هذه الصلوات الخمس وهي رواية تخالف رواية حديث الإسراء. تلك الرواية التي تكاد الأخبار الإسلامية تجمع عليها؛ فلو حملنا رواية نافع هذه على محمل خبر الإسراء وافقت هذه تلك الرواية وإن كانت تخالفها أيضاً في المعنى، ففي رواية الإسراء أن الرسول حين انتهى إلى السماء السابعة فرض الله عليه خمسين صلاة كل يوم، ثم إن الرسول سأل ربه أن يخفف عن أمته فخفف عنه وعن أمته حتى