فليس لجبريل في حديث الإسراء بالنسبة إلى الصلاة مقام وليس في هذه الرواية تحديد وقت ولا ذكر للوضوء الذي جاء متأخراً بالنسبة إلى الصلاة. وتظهر رواية نافع ضعيفة تجاه الشروح والتفاسير والأخبار التي تناولت هذه القضية.
إن أول إشارة إلى الصلوات الخمس هي تلك الإشارة التي وردت في حديث الإسراء. جاء في هذا الحديث أن الرسول لما انتهى إلى السماء السابعة (فرض الله عليه خمسين صلاة كل يوم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت راجعاً فلما مررت بموسى بن عمران ونعم الصاحب كان لكم سألني كم فرض عليك من الصلاة فقلت خمسين صلاة كل يوم، فقال إن الصلاة ثقيلة وإن أمتك ضعيفة فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك، فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي فوضع عني عشراً ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي فوضع عني عشراً، ثم رجعت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك فرجعت فسألته فوضع عني عشراً، فمررت على موسى ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك كلما رجعت إليه قال فارجع فاسأل حتى انتهيت إلى وضع ذلك عني إلا خمس صلوات في كل يوم وليلة، ثم رجعت إلى موسى فقال لي مثل ذلك فقلت قد راجعت ربي وسألته حتى استحييت منه فما أنا بفاعل؛ فمن أداهن منكم إيماناً بهن واحتساباً لهن كان له أجر خمسين صلاة). وهذه الرواية هي رواية عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وعبد الله بن عباس وأبو حبة الأنصاري.
وتختلف هذه الرواية في تعيين منازل الأنبياء وأماكنهم وأماكنهم في السموات السبع حين مر النبي عليهم عن الترتيب المألوف في سلسلة الأنبياء. يلاحظ أن الترتيب في هذه الرواية على اختلاف الروايات لم يراع فيه ترتيب النبوة وسلسلة أوقات الأنبياء، إذ جعلت مكان آدم في السماء الأولى ثم انتقلت رأساً إلى عيسى مع أنه آخر الأنبياء قبل محمد فجعلته في السماء الثانية وكان الأولى أن يكون في السماء السابعة أو السماء الأولى إن روعي في ذلك آخر السلسلة، وجعلت مكان يوسف بن يعقوب في السماء الثالثة وإدريس في السماء الرابعة ثم هرون بن عمران في السماء الخامسة مع إنه لم يكن نبياً من الأنبياء، وجعلت في السماء السادسة موسى بن عمران وفي السماء السابعة إبراهيم.