للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويلاحظ أيضاً أن الرسول حينما هبط من السماء السابعة بعد أن كلف بخمسين صلاة في اليوم لم يتكلم مع إبراهيم وهو أول نبي يمر عليه الرسول بضرورة الترتيب بل كان كلامه مع موسى وهو في السماء السادسة كما رأيت وهو الذي أشار على الرسول بالرجوع ليسأل الرب عن التخفيف. والظاهر أن سبب جعل إبراهيم في السماء السابعة هو لكونه صاحب الديانة الحنيفية التي كان يدين بها من رفض عبادة الأصنام من العرب.

وقد كان الرسول يدين بدين إبراهيم (ملة أبيكم إبراهيم) وإبراهيم أبو المستعربة جاء في هذه الرواية حينما سأل النبي جبرائيل عن الشخص الذي رآه لأول مرة في السماء السابعة (هذا أبوك إبراهيم).

وأما تخصيص موسى بالكلام فالظاهر أن ذلك كان لما عرف عن بني إسرائيل من عقوق. ولما خالفوا به أوامر أنبيائهم كما هو معروف في التوراة ولكثرة الصلوات عند اليهود.

وأما رواية أنس بن مالك فتختلف عن رواية ابن مسعود بعض الاختلاف في قضية ترتيب الأنبياء ولكنها تتفق بعد ذلك في قضية إشارة موسى على الرسول بطلب التخفيف.

وفي هذا الحديث أول إشارة إلى الصلوات الخمس في الإسلام، وقد حدث الإسراء بثلاث سنين أو سنتين أو بسنة قبل الهجرة أو بست أو بضعف، إذاً فتكون الصلوات الخمس قد فرضت في هذا الوقت في الإسلام ويستند قولنا هذا على حديث الإسراء طبعاً أما في القرآن الكريم فلم يرد في الإسراء طبعاً شيء عن الصلاة. وأما الآية الكريمة التي ذكرت الإسراء فقد تناولت الإسراء بصورة عامة ولم تتعرض إلى كل ما ذكر في حديث الإسراء مما حدثه المحدثون، والحديث يحتمل التصديق ويحتمل التكذيب وليس بشيء تجاه القرآن.

يقول المستشرق ميتوخ (أما متى بدأ الرسول بأول صلاة من صلواته ثم متى أصبحت الصلاة واجبة في الإسلام فإن الإجابة على ذلك إجابة تاريخية صحيحة إن لم تكن مستحيلة فإنها صعبة حتى الآن. غير أن الرأي الإسلامي هو أن الصلوات الخمس إنما فرضت في ليلة الإسراء أي قبل سنة ونصف من الهجرة).

وقد بذل المفسرون جهوداً عظيمة لتفسير الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر للصلاة وللتوفيق بين هذه الأبيات وبين الحديث بدون أن يتوصلوا إلى نتائج مقبولة ليس للحمل ولا التأويل فيها مقام. وذلك لأن الصلوات اليومية الخمس لم تذكر في أي مكان ما من

<<  <  ج:
ص:  >  >>