القرآن ذكراً صريحاً فصار المفسرون يجهدون أنفسهم لتأويل الآيات تأويلا يفهم منه بأن المقصود من الآيات التي نوه فيها بذكر أوقات الصلاة الصلوات اليومية الخمس.
على أننا إذا ما قرأنا الآيات القرآنية ودققنا في الحديث كحديث عائشة وهو:(فرض الله تعالى حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر). نتوصل إلى شيء آخر، نتوصل إلى أن الرسول كان يصلي قبل الإسراء حتما وأن صلاته كانت ركعتين فقط في كل صلاة. وأنه كان يصلي مرتين في اليوم، مرة في الغداة ومرة في العشى. كما يفهم ذلك من الآية:(يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء، ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم).
فجاء في هذه الآية اسم صلاتين هما صلاة الفجر وصلاة العشاء. وتؤيد هذه الآية الروايات التي وردت في الحديث والسير من أن الرسول كان يصلي مرتين في اليوم مرة عند بدء النهار ومرة في آخر النهار.
والظاهر أن الرسول كان يتعبد طويلا في الليل في أيام بعثه الأولى وأنه كان (يتهجد) في الليالي يدعو الله ويصلي إليه وكان يقرن ذلك بقراءة القرآن. وقد كانت قراءة القرآن وقت الفجر من القراءات المحببة إلى الرسول (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل. وقرآن الفجر أن قرآن الفجر كان مشهوداً).
أخذت عبادة الليل وقتا طويلا من أوقات النبي حتى أجهدته. جاء في الأخبار (لم يكن قبل الإسراء صلاة مفروضة لا عليه ولا على أمته إلا ما وقع الأمر به من صلاة الليل من غير تحديد بقوله تعالى (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى، وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً، واستغفروا الله إن الله غفور رحيم). وهو الناسخ لما قبل ذلك من التحديد في أول السورة