اسمها (نانسن) نحو الجنوب مخترقاً بحر روس؛ وقد اضطر إلى أن يقيم في كوخ خشبي فوق أرض جليدية مدة الشتاء؛ ثم أخذ أربع زحافات وكلابا ومؤنا تكفيه أربعة أشهر واتجه نحو القطب إلى أن وصله في ديسمبر سنة ١٩١١. وفحص تلك الجهات فوجدها أراضي جبلية بركانية ارتفاعها ٣٠٠٠ متر وهي اشد برد من المنطقة الشمالية تهب عليها الرياح الغربية القارصة وينزل فيها الثلج أكثر أيام السنة حتى لوحظ أنه نزل فيها أكثر من ٢٠٠ يوماً في السنة. وأهم الأراضي التي اكتشفت في هذا القطب هي أراضي الاسكندر الأول وغراهام ولويس فيليب وجزر جوانفيل وآنفرس وشتلاند الجنوبية وأوركارد الجنوبية - جنوب أمريكا، وأراضي آندربي جنوب أفريقيا، وأراضي آديلي وفيكتوريا وإدوار السابع جنوب أستراليا
الأقزام الإسكيمو يطلق هذا الاسم على الأقوام التي تقطن منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي. ومعنى كلمة (اسكيمو) في اللغات الغربية (آكل اللحم النيء) ويسمون أنفسهم بالرجال وتسميهم بالأقزام لقصر أجسامهم التي لا تتجاوز الستين سنتيمترا، وهم ابدن ذوو عضلات قوية وسواعد مفتولة وأرجل غليظة معوجة، لونهم أسمر ورؤوسهم كبيرة مستديرة مغطاة بشعر أسود غليظ وأنوفهم عريضة وعيونهم سوداء صغيرة وأفواههم واسعة وشفاههم غليظة في داخلها أسنان بيضاء لامعة وجلودهم ناعمة الملمس، ولباس الرجل شبيه بلباس المرأة؛ لذا كان التمييز بينهما صعباً. والفرق بينهما أن النساء يمشطن شعورهن. ثم يعقدهن تيجانا والرجال يدعونها على طبيعتها ولكنهم يقصون الغرة كي لا تحجب العيون.
بيوت الإسكيمو: في بعض البلاد مثل شمالي سيبيريا وجنوب غربي غروئنلدنه تبني قبائل الإسكيمو بيوتا من الحجر والطين، أما في الأصقاع القطبية فلتعذر وجود هاتين المادتين فانهم يسكنون بيوتا من الثلج تتسع لثلاثة أو أربعة أشخاص تقام جدرانها على جانب حفرة من الأرض ذات باب صغير يضطر الداخل إليها أن يحبو على أربعة، وهي معتمة تتصبب بللا من حرارة ذبالات المصابيح التي يشع منها قبس ضئيل من النور توقد بزيت الحيتان وشحوم الدببة، ولذا كانت كريهة الرائحة لا يستطيع الإنسان البقاء فيها لقذارتها ولكثرة الأكوام اللحمية المتجمدة المكدسة فيها، ولكونهم يبولون فيها ويضعون الجلود وما