سيحان للروم عذب، ليس مورده ... ملحا كزمزم أو عين بسلوان
هذا المعري الضرير، في قلبه ألف عين.
(الوحدة)
(السهمي)
رسالة إلى (الرسالة):
عاد من رحلته إلى فلسطين صديقنا الكاتب الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد؛ وقد كان في هذه الرحلة القصيرة موضع التعظيم والتكريم والأستاذية: يدعى فيجيب، ويستفاد فيفيد، ويستفهم فيفهم. وفي العدد القادم سننشر أولى مقالاته بعد عودته وعنوانها:(رسالة إلى (الرسالة)).
عتاب
قرأت بحثاً قيماً للأستاذ فؤاد عوض واصف في العددين ٦٣٣و٦٣٤ من مجلة الرسالة تحت عنوان (التاريخ ما هو) استعرض فيه علم التاريخ وما دار حوله من نظريات منذ العصور الأولى حتى العصر الحاضر وحاولت عبثاً أن أجد ولو كلمة عابرة عن جهود العرب وخدماتهم في كتابة التاريخ وتطوره فلم أظفر بطائل، ولعل ذلك راجع إلى أن الأستاذ اعتمد في كتابة بحثه على مؤلفات أجنبية تغفل في أكثر الأحيان فضل العرب والمسلمين. وإذا أجمع علماء العرب مع الأسف على أمر خطأ لا يعني ذلك أنه صار صواباً، وإذا كانت أوربا العصور الوسطى مظلمة تمزقها منازعات الملوك والأمراء وتفتك بها حروب دينية شعواء لا يعني ذلك أن أوربا هي العالم وإن تاريخها تاريخ العالم، لأن العالم الإسلامي في ذلك الوقت كان يغمره النور ويسوده الأمن والسلام، وإذا تعامى الغرب عن هذا النور فما أجدرنا أن ننبه أنفسنا وأولادنا والدنيا إليه.
جاء في المقال الأول (وحتى القرن الثالث عشر الميلادي كان التاريخ في معظمه وقائع وأخباراً دينية) وهو قول ينطبق على مؤرخي أوربا المسيحية ولا ينطبق على مؤرخي العرب أمثال ابن جرير والمسعودي وابن الأثير وغيرهم كثير لأن مؤلفاتهم ليست في معظمها أخباراً دينية، إنما كانت تسرد أخبار الدولة وأسباب قيامها وسقوطها ووصف البلاد