وأحب أن أقول: إن بلادنا طرابلس الغرب التي تتاخم مصر من الغرب لها نفس هذه الاستغاثة وهي تطلب من جميع رجالات العروبة ومن جميع من يهمهم شأن البلاد العربية المقسمة بين الدول العظمى أن يلتفتوا إلى هذا الجزء من البلاد العربية التي تعتبر وحدة لا تنفصم، وأن يعيروه بالغ اهتمامهم وأن يرقبوا بعين ساهرة متيقظة ما يجري في هذه الأيام حول بلدنا المسكين من مساومة وجذب إلى اليمين والى اليسار، وأن يعلموا أنه قطر مستقل استقلالا تاماً بمقتضى المعاهدة التركية الإيطالية سنة ١٩١٢، غير أن إيطاليا أضاعت ذلك الاستقلال وأبعدت ذلك القطر من المحيط العربي، ويطلبوا - والحق يؤيدهم - إرجاع ذلك القطر العربي إلى ما كان عليه من الاستقلال.
وإن جميع الطرابلسيين لينظرون بتلهف إلى مجهود هؤلاء الرجال الذين نستطيع بمساعدتهم وحسن مسعاهم أن نشق طريقنا ظافرين منتصرين وهذا هو وقت العمل فإلى الأمام جميعاً.
(رواق المغاربة - الأزهر)
علي محمد المسلاني
أول وزير
كتب الأستاذ محمود عزت عرفة في عدد (الرسالة ٦٣٥) كلمة تحت عنوان (قرد وحمار)، ونقل فيها حكاية تروي عن ابن عباس من كتاب (نشوار المحاضرة) للقاضي التنوخي، وفيها كلام عن الوزارة والوزير (وما كان يتهدد الوزراء يوم ذاك من خلع وقتل وحبس واستصفاء)
وقد تكون هذه القصة صحيحة، ولكن روايتها عن ابن عباس بعيدة كل البعد، ذلك أن ابن عباس رضي الله عنه توفي في النصف الثاني من القرن الأول، وأذكر الآن أنه توفي في حدود الثمانين، وقد حضر مقتل عبد الله بن الزبير في سنة ٧٣ من الهجرة وكان قد كف بصره في ذلك الحين، وإن أول من لقب بالوزارة أبو سلمة الحلال وزير عبد الله السفاح في سنة ١٣٢ من الهجرة، على أن ما كان ينال الوزراء من حبس وقتل واستصفاء لم يشع