القليل، ثم يحتاج إلى إخراجها وردها، فمل ذلك منها وفارقها وقال فيها:
بانت لمن تهوى حمولُ ... فأسفت في أثر الحمولٍ
اتبعتهم عينا عليهم ... ما تفيق من الهمول
ثم أرعويت كما ارعوى ... عنها المسائل للطلول
لاحت مخائل خُلفِها ... وخلافُها دون القبول
ملَّت وأبدت جفوة ... لا تركنَنَّ إلى ملولِ
قلت: بانت لمن تهوى حمولٌ:
لاحت مخايل خلفِها ... وخلافِها دون القبول
ج ١٦ ص ٢٤٩:. . . لكن الحوادث قلما توافقه، والأيام تماسكه في ذلك وتضايقه. وظني بأن الله سوف يريك.
وجاء في الشرح: تماسكه: تشاحه وتظلمه.
قلت: (وظني بأن الله سوف يديل) الأساس: أدال الله بني فلان من عدوهم: جعل الكرة لهم عليه. وفي الصحاح: الأدالة الغلبة، اللهم أدلني على فلان وانصرني عليه، و (تماسكه): تشاكسه.
ج ١٨ ص ١٤٤: وكان شليمة أولا مع العلوي صاحب الزنج ثم صار إلى بغداد.
وجاء في الشرح: (الزنج) بضم الزاي مشددة: قرية من قرى نيسابور.
قلت: الزنج بفتح الزاي وكسرها - الجيل المعروف، والعلوي المذكور هو على بن محمد الثائر على العباسيين في خلافة المعتمد.
ذكره أبو العلاء في (رسالة الغفران) فقال:
(وأما العلوي البصري فذكر بعض الناس أنه كان قبل خروجه يذكر أنه من عبد القيس ثم من أنمار، وكان اسمه أحمد فلما خرج تسمى عليا، والكذب كثير جم، وتلك الأبيات المنسوبة إليه مشهورة وهي:
أيا حرفة الزمني، ألمّ بك الردى ... أما لي خلاص منك والشمل جامع؟
لئن قنعت نفسي بتعليم صبية ... يد الهر إني بالمذلة قانع
وهل يرضين حر بتعليم صبية ... وقد ظن أن الرزق في الأرض واسع