ولسنا نريد من هذا الكلام أن نقول: إن كل كتابة في الحجاز تتبع الطريقة التي ذكرناها فإن المدرسة المتئدة تتأثر أدب مصر والشام فتتحرى الدقة في التعبير وتحاول أن تخاطب العقل أكثر مما تخاطب العاطفة في كلام مترابط متسلسل يتبع أساليب المنطق، وقد رأينا من هؤلاء الأدباء
(عبد السلام عمر، وأحمد العربي، وعلي حافظ، وزيدان، وأمين عقيل، وعنبر وغيرهم).
أما أحمد سباعي وهو أثبت الناثرين قدما في الحجاز وأقواهم قلما فإنه يتبع المنهاجين ويسير على الطريقتين، فتارة يكتب كما يكتب أدباء مصر وأخرى يسير كما يسير أدباء المهجر في عرض الموضوع وطريقة الأسلوب، ومثله في طريقته الشيخ سرور الصبان.
قال السباعي من قطعة له بعنوان (حذار أن تكون ضعيفا).
(ما رأيت كالقوة منعة تحصن جانب المرء وتعزز مكانته وتحفظ عليه كرامته، وإنه يخيل إلي أن البسيطة بأهلها وأهلها بقواعدهم اصطلحوا على احتقار الضعيف وأطبقوا على الاستهانة به والسخرية منه، فحذار يا صاحبي، حذار أن تكون ضعيفا.
شهدت ضعيفا يدلج في أحد الشوارع وعاصفة من الصفير تدوي في أذنه وكوكبة من الأطفال تعبث به، فقلت هو الضعيف ويله من الصغار والجهلاء!
وشهدت آخر تكالب جمع غفير على إيذائه، هذا يصفعه، وذاك يمتطي ظهره وغيره يدفعه