فينشر الكتاب بغير مقدمة، وبغير أن يتحدث إلى أحد في ذلك، فيسوءني ذلك بعض الشيء فيسعى إلي الأستاذ في منظر جديد، ويعتذر إلي بمحضر من بعض الأصدقاء، فأسمع منه وأبسم له وأتجاوز عن استعجاله، وينصرف راضياً. فإذا أصبحت تلقيت منه هذا الكتاب باللغة الفرنسية وأنا أترجمه فيما يأتي:
أنا محزون حقاً. فقد فكرت، فإذا خطيئتي بديهية: فقد كان يجب على الأقل أن أستشيرك قبل أن أخرج كتبي.
فماذا ترى في موقفي منك؟ ويزيدني حزناً لطفك حين تجاوزت في سهولة وكرم عن كل هذا.
إنما أنت في حقيقة الأمر فنان كبير، فنان حقاً وإني لأعترف بأني لم امنح هذه النفس، ولست أنا خليقاً بالفن ولا بك.
واليك الآن ما تمت عزيمتي عليه إذا احتفظت بغضبك على فسأعرض عن كل حياة أدبية.
وتقبل
ت. الحكيم
وأخشى أن أكون قد أسأت الترجمة فأنشر معها النص الفرنسي لهذا الكاتب الكريم:
, -
- ? ' , ' ' '
, ' ' ' ,
ثم يكون منظر آخر يراني الله فيه حزيناً أسفاً ومشفقاً جزعاً لأني صدقت هذا الكلام، وخفت أن يكون صاحبه جاداً فيه فأنكرت من نفسي ما أظهرت من غضب، وهأنذا أسرع إلى التليفون فألتمس صاحبي في مظاله كلها، حتى يصلني به التليفون، فأداعبه ألاعبه، وأترضاه، وأتلطف له، وأقبل منه، وأهدي إليه حتى يرضى. وتطمئن نفسه الثائرة أو التي كنت أحسبها ثائرة، ويهدأ قلبه المضطرب أو الذي كنت أظنه مضطرباً، ويستريح ضميره المتعب أو الذي كنت أراه متعباً.