- (مرتبكا): لقد تغير ظني بعد الدقائق القليلة الأولى.
- ولهذا طلبت مني الخروج؟
- لا، ليس هذا بالضبط. أعني. . .
- أوه، أشكرك كثيرا. . . إنك عزيز. . . إنه من حسن حظي. . . إنني. . .
- أقول. . . من فضلك. . .
- (مستجمعة قواها). حسن جدا. . . سوف لا أصرخ مرة أخرى. . . يجب أن تعتقد أنني حمقاء. . . إنني. . . أسوأ من هذا بكثير. أصغ إلي، إنني، بالضبط، فتاة عادية. . . أسكن في رتلاندجيت مع عمتي، أذهب إلى الملاهي وأراقص وأتريض في الحدائق وأساعد في جمع الإحسان للمعوزين. . .
- ولكنني. . .
- لا تؤخذ هكذا. . . فمما يزيد الأمر صعوبة أن أخبرك بكل شيء. . .
إن مشكلة المرأة في العصر الحديث، وحياتي المعقدة الكليلة التي أحياها - حياة المرأة على العموم - دفعاني إلى قراءة مقدار وافر مما أنتجه جميع الكتاب المحدثين تقريبا. قرأت الرسائل والأبحاث التي تعالج شئون المرأة وتبحث في المسائل الجنسية الحادة فشغلت نفسي، وأهمني هذا السؤال:
لم لا يكون للنساء من فرص التجارب ما للرجال؟؟ فيحيون حياتهم. . . ولا يخفى عليك ما أقصده طبعا، وكنت أعتقد أنني فتاة عصرية ماهرة أتمتع بالحرية المطلقة، وعواطفي واضحة ولو أنها خامدة. . . تأملني. . . تأملني. . . (تضحك ضحكة هستيرية)
ولقد رحلت عمتي أول من أمس إلى بورنموث لقضاء أسبوع وقد قررت أن أقوم بتجربتي. . . لأرى الحياة. . . الحياة الحقيقية العملية. . . في الأحياء المغلقة. . . فالشباب من الرجال مسموح لهم بالخروج أينما شاءوا ليمتعوا أنفسهم. . . فلم لا يتاح للشابات الفرص نفسها؟؟
خرجت بالأمس وقصدت الملهى وحيدة، وعزمت - بجسارة ملحة - على أن أعود إلى المنزل مشيا على الأقدام، ولكن انهمر المطر غزيراً فأسرعت إلى السيارة حيث آويت إلى