المستعمرة في (جينة) الذي ذكره الهمداني في عداد الأماكن الواقعة في أراضي (جهينة) الواقعة بين حرة النار وبين الربذة وقد ورد ذكره أيضاً عند البكري في جملة الأماكن التي مر بها الرسول حينما غزا بني قريظة ثم بني لحيان.
وذكرت أسماء مستعمرات أخرى أنشئت في مختلف أنحاء بلاد العرب. مثل أريتوزا ولاريزا ومستعمرة كلسيس وغيرها. لم يذكر (بلنيوس) أماكنها بالضبط ولم يحدد مواقعها. فلا ندري أكان يقصد من مدينة لاريزا مثلا مدينة لرسا أو لرسام التي ذكرت في النصوص الآشورية، أو أنه قصد محلا آخر. ولا ندري أكان يقصد من أريتوزا المحل الذي ذكره هو وهو بحيرة كان نهر دجلة يمونها بالماء أم لا.
على أن هذه الأسماء الثلاثة هي من الأسماء اليونانية التي طالما يتكرر ذكرها في الشرق، وهي أسماء مدن حديثة أنشأها اليونانيون في الشرق لإعادة ذكرى المدن اليونانية القديمة. فهناك مدينة أريتوزا وهي مدينة أنشئت في سوريا قديماً بين حمص وحماة. وأطلق اكزينوفون اسم لاريزا على قسم من أقسام مدينة نينوى القديمة وربما عنى بذلك ريزن وهنالك محل آخر عرف بهذا الاسم يقع في منطقة أبامين في الشمال الغربي من (حماة) وأما كلكيس فهو الاسم القديم لمدينة (قنسرين) في جنوب حلب واسم مدينة أخرى تقع في جنوب البقاع بيكا يرى اصطيفان البيزنطي أن مؤسسها ملك يعرف باسم موفكسوس العربي، وكان يطلق على هذا المحل (عين غار) وعرفت اختصاراً في الأيام المتأخرة باسم (عنغار)
واشتهر أحد ملوك السلوقيين وهو نيكاطور السلوقي ببناء المدن وقد بنى ثلاث مدن حديثة في فلسطين حملت نفس الأسماء المتقدمة الثلاثة. ولا يستبعد أن يكون هذا الملك قد أنشأ ثلاث مستعمرات بهذه الأسماء على سواحل البحر الأحمر لحماية الخطوط البحرية ولتموين السفن. ولما انتزع البطالسة أرض فلسطين من خلفاء هذا الملك كانت هذه المستعمرات في جملة ما أخذ منهم.
وورد في النصوص اليونانية اسم أي جزيرة الدوريين. فهل لهذه الجزيرة علاقة باليونانيين الدوريين وهل حل هؤلاء في شبه جزيرة العرب؟
يقول المستشرق موريتس: لا نستطيع أن نقول شيئاً جازماً في هذا الباب، على أن هنالك