للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تقطن الماء الأجاج، وغيرها تعيش في البحار، أو تنتقل بين الماء العذب وماء البحر. ومن الأسماك البحرية ما تعيش على القاع، وتفضل نوعا من القاع، رمليا أو صخريا أو طينيا، ومنها ما تغشى الصخور وفرجاتها، ومنها ما تعيش في طبقات الماء العليا أو السفلى متنقلة بين مناطق البحر سريعة الحركة.

وفي مياه النيل يهمنا أن نعرف مواطن كل نوع من أسماكه، تلك التي تأوي إلى الحشائش أو تعيش على القاع الطيني. وتلك التي تقاوم التيار أو تقاوم كمية من الملوحة تسمح لها بالحياة إذا ما وصلت مع المصارف إلى بحيراتنا ذات الماء الأجاج.

فإذا عرفنا مواطن كل نوع من السمك وجب علينا أن ندرس توالده، فعندما تبلغ الأسماك طولا معلوماً يختلف باختلاف الأنواع ينضج جهازها التناسلي، فتمتلئ مبايض الأنثى بأجسام كروية تبدو للعين المجردة كما يظهر لك بفحص قطعة من البطارخ، وليست هذه إلا مبيضاً ممتلئاً ببويضات أنثى البوري الناضجة. وإذ تنضج الأنثى فهي بادئة بالمبيض، وذلك بأن تلقى بالآلاف من بويضاتها في الماء، أما على قاع رملي أو طيني، أو بين الحصى أو الأعشاب المائية أو في شقوق الصخور، أو في أوكار محفورة في الطين، أو بين طبقتين من الماء حيث تبقى البويضات عائمة بفعل ثقلها النوعي وكذا ينضج الذكر عند طول معلوم يقرب من طول الأنثى، ويغلب أن يكون أقل قليلا. وينتج جهازه التناسلي خليات سريعة الحركة لا تراها العين المجردة. ففي موسم التوالد تتآلف الذكور والأناث، فما تكاد تلقى الأنثى بويضاتها في مكان من الأمكنة التي سلف ذكرها حتى يتقدم الذكر إلى ذلك المكان ليلقي بملايين من تلك الخليات السريعة الحركة بجانب البويضات التي لا حراك بها، وتسرع تلك الخلايا إلى الاندماج في البويضات. وقد يجتمع للبويضة بضعة من تلك الخلايا، فلا ترضى منها بغير واحدة تتغلغل داخلها وتمتزج بها كل الامتزاج. وينفث هذا الاتصال في البويضة حياة جديدة إذ تنقسم (وهي خلية واحدة) إلى ملايين من الخلايا تتطور حتى تصبح مخلوقا صغيرا لا يشبه والديه فهو محوط بغشاء رقيق هو غشاء البويضة الخارجي يذيبه ثم يخرج إلى الماء مزودا بكيس محي يكون غذاءه في الأيام الأولى. فإذا ما نفذ ذلك الغذاء أصبح الجنين سمكا صغيرا يسعى وراء غذائه، وهو لا يزيد طولا على بضع ملليمترات. ولا يزال يكبر حتى يبلغ بدوره الطول الذي تنضج فيه

<<  <  ج:
ص:  >  >>