الملاجئ طعما لهناءة البيوت ولا يرون أثراً للروابط الروحية بين الأولاد والأبوين).
الحق أن الإدارة والسياسة تقتضيان بعداً في التفكير، وسداداً في المنطق، وحساباً دقيقاً للعواقب، وصبراً مضنياً وضبطاً للعواطف وكبحاً للأهواء. . . إلى صفات كثيرة كلها يعوز المرأة. فلا عجب أن كان اضطراب الأمور وتدخل المرأة في السياسة قرينين في التاريخ لا يفترقان إلا حين يدبر الأمور للمرأة وزراء حصيفون من وراء ستار. ومع هذا فقلما خلت امرأة - مهما حف بها من فحول محنكين - من طامع فيها مستغل لضعفها. وما اكثر ما حفظ التاريخ من عروش كان الغرام هو الحاكم في ممالكها.
وهناك كلمة متداولة منذ القديم، لا شك في أنها عصارة التجارب على الزمن، وهي قولهم:(المرأة ريحانة وليست بقهرمانة.)
ويعجبني في ذلك حكم أصدرته الكونتس أف أكسفورد:
(. . هل تستطيع أن ترى امرأة صائرة إلى منصب رئيس وزارة؟ أني لن أستطيع أن أتصور نكبة أعظم من وضع هذه (الجزر البريطانية تحت قيادة إحدى النساء في شارع داوننج رقم ١٠)
ولقد سارت أمم غربية راقية في أوربا وأمريكا خطوات فسيحة في إنالة النساء حقوقاً سياسية، فما أظفرها ذلك بطائل بل كانت نتيجة التجربة أن ضج عقلاؤهم من تلك الأوضاع الشاذة، الخارجة على الفطر السليمة.
وليس في تاريخ العرب ببدع في تواريخ الأمم، فالحكم واحد كما أسلفنا، فحيث رأيت انحطاطاً في إدارتنا أو تقهقراً في سياستنا ففتش عن المرأة.
وكتابنا هذا (عائشة والسياسة) فيه أكبر عبرة في هذا الموضوع، ولم ينجنا من العاقبة الوخيمة: عاقبة دس النساء في السياسة، أن كانت الزعيمة هنا متحلية بمزايا عبقرية قل أن يحوي مثلها رجال عديدون، ولم ينجنا كذلك رغبتها القوية في الإصلاح ولا انطواؤها على الخير للمسلمين.
والعرب يتداولون منذ فجر الإسلام حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام:(لن يفلح قوم اسندوا أمرهم إلى امرأة.)
إذا أنت جاوزت السياسة إلى الجهاد في الإسلام، رأيت المسألة تختلف بين يديك، إذ تجد