للقصة المصرية؛ وقد فرغت لجنة الأدب بمجمع فؤاد الأول للغة العربية من الحكم على ما لديها من القصص، فنالت قصة (لقيطة) للأستاذ محمد عبد الحليم عبد الله جائزة قدرها خمسة وثلاثون جنيها، ونالت قصة (في ربيع الحياة) للأستاذ محمد أحمد قمر جائزة قدرها خمسة وعشرون جنيهاً مصرياً
كتاب (أمريكا) لستيفن فنسنت بنيه
إن هذا الكتاب الذي وضعه بالإنجليزية المستر ستيفن فنسنت بنيه، ونقله إلى العربية الأستاذ عبد العزيز عبد المجيد، إنما هو رحلة زمنية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تسلسلت أحداثه منذ أن وطأت أقدام الأوربيين أرض الدنيا الجديدة، ثم ساير نهضة الوطن الأمريكي من بدء الهجرة العظيمة، إلى عهد الثورة والانفصال عن إنجلترا، وتحدث عن الدستور الأمريكي الأول وما دخله من تعديلات في عهود مختلفة، ثم وصف الجمهورية الناشئة وبناتها، ثم ساق الكلام عن إبراهام لنكولن أحد قادة الحرية في العصر الحديث، وأتى بوصف شائق للحرب الأهلية بين الولايات الشمالية والولايات الجنوبية وما أعقبها من سياسة شاملة للإنشاء والتعمير، ويتصل السياق بالكاتب إلى عهد أمريكا التي يعرفها الناس جميعا، فيجلو صورة فنية رائعة لبلد الصناعة والمال، وأخيرا يتحدث عن ميثاق الأطلنطي والأمل المنشود في عالم ما بعد الحرب.
والكتاب نسيج وحده بين الكتب الموضوعة عن أمريكا، فليس هو كتاب دعاية عمياء تطلع القارئين على تزويقات بلاغية حتى إذا تحسسوها من ناحية الحقيقة لم يجدوها شيئا، وإنما هو سفر يلخص تاريخ أمة، ويصور حياة وطن، ويرسم طريق كفاح. فأمريكا (ليست فردوسا أرضيا، ولا جنة كجنة عدن، ولا هي قد بلغت نهاية الكمال، وقد أخطأت في الماضي في إدارة أمور الداخلية كما أخطأت في الأمور العالمية. ولكنها مع ذلك تتطلع دائما إلى المستقبل، مستقبل يعيش فيه الرجال والنساء أحراراً، يتوافر فيه الغذاء والعمل، وتتوفر فيه الطمأنينة والحرية لبني الإنسان
تلك هي الروح التي تسيطر على الكتاب، وهي وإن كانت لا تنقصها الصراحة الصادقة، إلا أنها مشربة بالاعتداد بالنفس والثقة بمستقبل الأمة والتفاؤل بمصير الإنسانية.
ولا يتناول الكاتب الحديث عن جورج وشنطن دون أن يتملكه - كأمريكي - فيض من