المرحوم الحاج علي علاء الدين الألوسي هو مرشده ودليله إليها. وكان رحمه الله يشير عليه وعلى أمثاله بأن يكونوا أحراراً في اختيار المذهب الذي يريدونه وباتباع الطريقة التي يرون فيها صلاحهم على شرط أن يلجوا البيوت من أبوابها، ومعنى ذلك النظر في أقوال أصحاب المذاهب وما خلفوه رأساً، فإذا أرادوا مذهب الشافعي في الفقه نظروا في كتاب (الأم) المنسوب إليه. وهكذا. وعلى هذا فإذا أرادوا الدين الصحيح فعليهم بالقرآن ففيه الهدى والفرقان وهو المرجع والأصل. وقد وجد أن طريقة السلف هي أقرب الطرق إلى نفسه وأحبها إليه فاختارها طريقة له.
وقد أجازه المرحوم الحاج علي الآلوسي بالإجازة العلمية في ٦ جمادي الأولى من سنة ١٣٣٨ للهجرة (١٩٢٠م) وتتصل إجازة الآلوسيين بإجازات علماء الشام، وعلى ذلك اتصلت إجازة المترجم بسلسلة إجازات علماء الشام. ودخل بعدئذ مدرسة الحقوق وتخرج منها في سنة ١٣٣٩ للهجرة (١٩٢١م) ومارس المحاماة ومازال يمارسها حتى الآن.
فدراسة العزاوي إذاً دراسة علمية حقوقية وقد ساعده مسلكه العلمي على تفهم كثير من المشاكل التي تتعرض لها مهنة المحاماة. فكان يغرف من معين الفقه الإسلامي ليستفيد منه في الفقه العراقي الحديث. وبرز في الفقهين وامتاز على الأخص في النواحي التي يلتقي فيها الفقه بالقانون. وتتبع نقاط الخلاف فيما بين الفقهاء ودرس مذاهب قدماء الفقهاء وآرائهم في الجدل الفقهي مثل آراء ابن أبي ليلى الفقيه الشهير وابن شبرمة. واستفاد من هذه الدراسة الفقهية كثيراً.
واستفاد من حياة المحاماة كثيراً، فباعتباره محامياً يراجع المحاكم أينما كانت أضطر إلى زيارة أكثر الألوية العراقية وعلى التعرف إلى مختلف طبقات الناس، وعلى بحث مختلف المشاكل التي تتصل بالفقه والقانون فكان ينتهز هذه الفرصة ليرضي بها ميوله العلمية. وكان يغزو الأسواق ليشتري منها النسخ الخطية ويتجسس على أصحاب المكاتب ليتعرف المخطوطات النادرة التي لا يقدرها أصحابها فيبادر هو إليها لتكون في مكتبته الأمينة وفي بيت أمين يحافظ على هذه الودائع الثمينة.
وكانت مكتبة المرحوم السيد نعمان خير الدين الألوسي هي التي حببت إليه الفكرة إنشاء خزانة علمية تكون فردوساً للكتب فصار يقتني الكتب على نحو ما ذكرت. وصار يضيف