الدليل لا ينتج لنا الدعوى. فهو دليل ناقص ومبتور. فاستقام لنا أن دعوى شهرة هذه القصائد وتفضيل العرب لها على غيرها دعوى لا دليل عليها.
ونحن ننتظر من هذا الباحث أو من غيره الحجة والبرهان على هذه النظرية أو على نقيضها حتى نرتب على ذلك نتائج صحيحة سليمة وهي نتائج على جانب كبير من الأهمية في قيمة النقد عند عرب الجاهلية.
بنباقادن الثانوية
علي جلال الدين شاهين
الكأس السابعة
أشرق علينا الأستاذ صلاح ذهني بمجموعة قصص جديدة يضمها اسم (الكأس السابعة). . . وقد كانت في الواقع كئوساً عذبة من الأدب القصصي أرشفنا إياها الأستاذ المؤلف. وقد قدم له بمقدمة خائفة تداهن الناقد وتقترب إلى القارئ في أسلوب متهكم بعض الأحيان جاد في الأحيان الأخرى، وكنت وأنا أقرأ هذه المقدمة أعتقد أن الأستاذ صلاح قدم إلينا شيئاً هو غير راض عنه. . . ولكن حين قرأت هذه المجموعة بدا لي أنه كان يتهكم في مقدمته جميعها. . . فهذه القصص التي أبرزها لا تحتاج إلى مداهنة أو زلفى فهي واضحة المغزى محكمة العقدة بارعة الحل، كل هذا في أسلوب طلي وعبارات مختارة.
وكم سرني أن الأستاذ صلاح قد سلسل حوادث قصصه في صميم مجتمعنا هذا، فجمع بهذا بين الفن الصافي والنقد البارع لما يدور حولنا، وهو بهذا يناقض القوم الذين اعتقدوا أن القصة فن رفيع لا يصح أن يسفل إلى المجتمع متناسين أن كاتب القصة نفسه من المجتمع يسفل إذا سفل ويعلو إذا يعلو. . . أثبت الأستاذ صلاح أن القصة لا تسمو على المجتمع وإنما هي من صميمه وواجبها فيه النقد والإصلاح لا التعالي والاستكبار.
ولكن لي على الأستاذ المؤلف نقيدة أرجو أن يوليها شيئا من التفاته، ذلك أنه كان ينهي القصة دائماً بالفاجعة ولا نستطيع أن نعيب عليه هذا في كثير من قصصه لأن حبكتها كانت تستدعي هذا. . . ولكن لِم لمْ يخلق لنا شخصية خيرة ممن لا يمكن أن ننكر وجودهم في المجتمع؟. . . فلو أوجد الأستاذ هذه الشخصية لاستطاعت أن تتلافى كثيراً من الفواجع