واحتضن الكشف العلمي ثلاثة من أطباء كلية الطب وهم: الدكتور انرب أستاذ علم وظائف الأعضاء، والدكتور قناوي في الأمراض الباطنية، والدكتور شفيق برسوم من مدرسي علم وظائف الأعضاء أيضاً. وتكاتف ثلاثتهم لاستطلاع السر الجديد وإجراء أبحاثه وتجاربه منذ سنة ونصف، فاستخرجوا المادة الفعالة نقية خالصة من المواد الغريبة، وأطلقوا عليها اسم (الخلين).
واختبروا فعلها في الكلاب الضالة فيحقنونها بالبنج حتى تستغرق في رقادها العميق. وعندئذ يفتحون قفصها الصدري ويكشفون عن القلب والرئة، ثم يقيسون مقادير الدم الواردة إلى القلب عن طريق الشرايين التاجية، فإذا هي عادة تتراوح بين ٣٠ إلى ٤٠ سنتمتراً مكعباً في الدقيقة. ويحقنون الشرايين بمادة الخلين في جرعات تتراوح بين ملليمترين وعشرة ملليمترات، فإذا بالدم الوارد إلى القلب يتضاعف ثلاثة أمثاله في الحالات العادية، وإذا الشرايين تتسع ويستمر أثرها في الكلاب لمدة ثلاث ساعات.
نجاح باهر:
ولكن هذه النتيجة وحدها لا ترضى البحث العلمي الدقيق فأي أثر آخر يتركه الخلين على الأوعية التي يمر بها؟ وماذا يصيب القلب وعضلاته؟
واكتشف أطباؤنا نجاحاً باهراً، فإن الخلين لا يؤثر إلا على العضلات الملساء للشرايين التاجية، وهي العضلات التي تسبب الذبحة الصدرية. أما عضلات القلب كما يقول الدكتور قناوي فلا تتأثر. وكذلك القلب ذاته لا يتضخم، كما أن استخدام الخلين لا يؤدي إلي انخفاض ضغط الدم كما يحدث عند استخدام العقاقير الطبية المعروفة. وقد سجلت نتائج هذا البحث بالموجات الكهربائية مما يوضح تأثير العقار.
ومعنى هذا أن الطب وفق إلي عقار بالغ القدرة على اتقاء شر الذبحة الصدرية بدون أن يترك أثرا. أضف إلي ذلك أن تأثيره علي الإنسان يختلف عن تأثيره على الكلاب لأن مفعوله في الإنسان يتراوح بين ٢٤إلى ٤٨ ساعة تبعا لحالة المرض والمريض
وقد انتقل البحث فتناول الإنسان. ويعالج به الآن حوالي خمس وسبعين حالة أدي علاجها إلى نجاح باهر في ٧٠ حالة. وكان نجاح خمس منها ضعيفا. ويرجع سبب ضعفها إلى تقدم المرض وإلى أن تصلب العضلات وصل إلى درجة التيبس نتيجة لكبر السن أو