اعتقد غلادستون أن أرنولد قد جمع إلى الديانة المسيحية فكرة الإخلاص والتكريس المقدس بطريقة لا يمكن لأصدقائه وأعدائه على حد سواء تفهمها وحل غوامضها. وأما بول فقد كتب عنه قائلا:(إن أرنولد وضع لنفسه هدفاً منطقياً معقولا ولكن تعابيره الجميلة كانت موانع هامة أمام تقدمه ونجاحه).
لم يكن نقد أرنولد للتوراة نقدا قويا ولم يكن بحثه فيها بحثاً ناضجاً قيماً. وكتابة:(القديس بولس والبروتستنتية) لم يكن كتاباً دينياً حقيقيا. لكنه يخرج فيه على قواعد المسيحية الموروثة، وعلى الكنيسة المتحدة أيضا. فكان يؤمن بالمعجزات ويقف موقف الشك من شخصية الإله. فلم تكن عقائد الآخرين لتؤثر عليه أي أثر مهما كان ضئيلا.
أما كتابه (الأدب والعقائد) فيفوق سابقه بروعته وقوة أسره. فهو جد مشبع بالعواطف الدينية المختلفة مما جعله أداة فعالة في إعلاء الأخلاق وترقية أمرها. ويبحث هذا الكتاب في المسائل الدينية بحثاً جدياً منطقيا. فيبرهن بشتى الطرق على أن الديانة الحالية قد أفسدت التعاليم الجميلة الكثيرة التي جاء بها السيد المسيح منذ القدم.
وكانت رغبته تنحصر في منح الناس الحرية الكافية لتمييز الأشياء وتمحيصها. فقد رأى بعينيه التقلب والتطور الذي أخذ يدب دبيبه في روح الدين وتعاليمه فلم يستطيع احتمال ذلك. أصبح الناس لا يؤمنون بالمعجزات ولا بوحي التوراة؛ وقد خالف علماء الدين إلا بقوله إن التوراة كتاب أدبي أكثر منه كتاباً علمياً. وليس من واجب الدين إلا أن يهتم بالأخلاق التي تكون ثلاث أرباع الحياة الإنسانية. وصدق الديانة يجب أن يدعم بالتجارب العملية أكثر من الحقائق الفلسفية والأخلاقية. وخلاصة القول فقد عرف الديانة بقوله إنها الأخلاق تحفزها العاطفة والإخلاص.
أما إيمانه بالله فكان يختلف عن عقائد أهل عصره فلم يعتقد بشخصية الإله وأنه شخص له صفات تخالف صفات البشر؛ بل قال بأنه القوة السرمدية الأبدية التي تسيطر على هذا الكون. وتظهر لنا عقيدته هذه من جميع الفقرات التي اقتبسها من التوراة وسجلها في كتاباته فكان يغير لفظة الرب بلفظة الخالد.
والإيمان يجب أن يشمل جميع ما جاء به العهد الجديد وإلا فلا حاجة للناس بالإيمان ببعض أجزائه ونكران البعض الآخر. وأما عقيدة الاعتراف فيجب أن لا توضع بمنزلة عقيدة