(فرأيك) بالنصب. وهذه من قبيل (زناه فحده) التي كنا تكلمنا عنها. . .
٣ - أما إن الذي يقول الشعر الخفيف الفكه في موضعه، لا يقول الشعر الجزل في موضعه، فغير صحيح، وهذا بشار يقول (ربابة ربة البيت) الأبيات وما تمنعه أن يقول (إذا ما غضبنا. . .) وبينهما أكثر مما بين قطعتي حماد، وشوقي صاحب المعجزة البيانية (قم في فم الدنيا وحي الأزهرا) هو صاحب (الحيوان خلق له عليك حق) وناظم (تلك) الأنشودة لجمعية الشبان المسلمين سنة ١٩٢٩.
وما شاعر في الدنيا، ولا كاتب ولا متكلم يهزل كما يجد، ويقول لصديقه مؤنسا ما يقول لعدوه هاجيا، ويتغزل بأسلوب الفخر، ويخطب يوم المعمعة بمثل ما يناغى به الحبيب ليلة اللقاء، ويرقص وليده بمثل أراجيز العجاج، وهذا أبو نواس في خمرياته غيره في طردياته، والرصافي في أخلاقياته، أين منه الرصافي في مجونياته، ولولا أن هذا أمر قد فرغ من تقريره نقاد العرب والافرانج من زمن طويل، لسردت مثالا عليه من شعر كل شاعر!
٢ - سادة الكتاب:
هذه حاشية على العمود الثاني، من الصفحة (١٤١٨) من الرسالة (٦٥٢):
وأنا أقول: إن سادة الكتاب (عندي) خمسة: هم الذري وهمم القمم، وإن كثرت من دونهم الهضاب والجبال: الجاحظ في الأدب، وأبو حيان في الفكر، والغزالي. في التحليل النفسي وابن عربي (محي الدين) في التصوف، وابن خلدون في الاجتماع هؤلاء الأئمة المجتهدون، وأما الآخرون فأكثرهم مقلدون. وأستاذنا النشاشيبي أوسع منى علما، وأصح حكما.
٣ - بين قوسين:
لتفهم كلمتي في بريد الرسالة (١٤١٨) ضع كلمة (عنوانه) في السطر الثاني بين قوسين، لأنها جاءت للتفسير لا للتقرير.