وليس من المستحسن قراءة هذه القصيدة للقصة التي تحكيها. فهي أشهر من أن تقرأ في مثل هذا الشعر الذي لا يظهرها بل يحافظ على غموضها وإبهامها. ولكنها تقرأ في نفسها لهذه الأبيات الرائعة التي لا يمكن نكران قوتها وعذوبة أسلوبها.
٢ - رستم وسهراب
أجمع محبو أرنولد على أن هذه القصيدة من خير ما نظمه الشاعر. وقد ظهرت لأول مرة سنة ١٨٥٣ تحمل بين ثناياها جمالاً طبيعياً مبتكراً يندر أن يوجد في قصائده الأخرى. فهي قصة بطولة أسيوية نظمها الشاعر في قصيدة من الشعر المرسل متبعاً فيها أسلوب الشاعر اليوناني العظيم هوميروس في إلياذته. والقصة في حد ذاتها رائعة ولكنها طويلة، ولا يمكنني سردها في هذه الرسالة لطولها. ولكنها تتلخص في مبارزة وقعت بين والد وولده وكلاهما يجهل صاحبه. سقط الولد صريعاً فعرفه الوالد وحزن حزناً شديداً لقتله ولده. صمم على الانتحار فشجعه الولد بقوله:
(لا ترغب يا والدي في الانتحار - يجب عليك أن تعيش.
(لأن كثيراً من الناس خلقوا للقيام بأعمال جليلة في حياتهم.
(بينما هناك كثيرون قدّر عليهم أن يعيشوا مغمورين الذكر ثم يموتون.
(وإني لأتوسل إليك أن تقوم بجلائل الأعمال التي كنت
(أتوق لعملها فتجني نصراً آخر وفخراً في حياتك)
يقلد أرنولد هوميروس في سهولة وبساطة. فهذه القصيدة تحوي مشاعر خيالية رومانتيكية تعبر عنها تضحية الشاب في سبيل القيام بجلائل الأعمال وعظائمها. فيموت في الآونة الأخيرة التي كان يطمح فيها أن يصبح من كبار المحاربين والأبطال مقتولاً بيد والده الذي يجهله ولا يعلم بوجوده.
٣ - ميروب
في هذه الرواية التمثيلية نرى أرنولد يحاول أن يجعل من بوليفونتيس ملكاً قوياً عاقلاً يقوم