للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بخير الأعمال للتكفير عن الذنوب العديدة التي ارتكبها أيام شبابه. ولم يكن أرنولد في هذه الرواية موفقاً تمام التوفيق لأنه لم يخلق فيها شخصية تجتذب الجماهير وتأسر قلوبهم. ومع أن أسلوبها يوناني صرف إلا أن تقليده ليفوق تقليده في رواية (الاطلانتيد في كاليدون) أما من حيث الجمال والروعة فإن (ميروب) تقصر بكثرة عن سابقتها التي مع شذوذ أسلوبها وعدم ترتيبه تحوي روحاً فنية خالدة. فميروب جسد بلا روح وهي لا تحوي العاطفة التي تتقد في الرواية الأخرى.

وقد نجحت الرواية نجاحاً لم يكن ينتظره مؤلفها وبيعت بكثرة في الطبقات الراقية من الأمة، بينما طبقة العامة لم تأبه لها لعدم تفهمهم الآراء الفلسفية العديدة التي يضمنها فيها. وفي القصائد التي تحويها أبيات رائعة خالدة. ومنها هذه الأبيات:

(إن الطغاة ليجعلون من البشر رجالاً حسني الأخلاق

(أكثر مما يتظاهرون). أو

(إن تاجك ليقضي عليك بينما لسانك ينقذك مما يحل بك)

أو الأربعة أبيات التالية:

(اسمع هذه الضوضاء التي تنبعث من الشوارع الأخرى

(واسمع ما يحدث من قتل الناس في مثل هذه القاعات

(وهكذا تحكم أنت كما كان والدك يشاء ويهوى

(أو تحكم فتجعل من أعدائك عبيداً يخضعون لأمرك)

وجميع هذه الأبيات تخلو من القافية والوزن، ولذا فأنها عدت خشنة الأسلوب مع احتوائها لبعض الأفكار المألوفة.

ولكنا لو أردنا مقارنتها مع غيرها من روائع الشهر لعدت من سقط المتاع.

٤ - مقالات في النقد:

ظهر هذا الكتاب سنة ١٨٦٥ ويعد من أحسن مؤلفاته في عالم النثر؛ فهو المحور الرئيسي الذي يرتكز عليه نقده، وتعتمد عليه شهرته. ومع قلة انتشاره بين طبقات الشعب؛ إلا أن جمهرة النقاد أعجبوا به أيما إعجاب. وقد أحدث حركة جديدة في عالم النقد الإنكليزي. فهو لم ينتقد في كتابه هذا جمهرة الكتاب ولكنه علم الآخرين كيف ينتقدون؛ فوضع قواعد جديدة

<<  <  ج:
ص:  >  >>