للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولكن هذا الغموض الذي يحيط بحياة قس من بدئها إلى نهايتها، وهذه الأخبار القليلة التي لايمكن أن يؤلف منها لقس سيرة متصلة تعرف منها أطوار حياته طوراً فطورا، كل هذا لايمكن أن يتفق مع عيش قس في هذا الزمن القريب من ظهور الاسلام، فك رجال هذا العصر من شعراء وغيرهم معروفون لنا، وقد وردت إلينا أخبارم معلومة مفصلة. ولا تحيط بها هذه الأساطير من كل ناحية، ولا يتفق مع هذا إلا ما رجحناه في نسب قس من إدراكه عصر الحواريين، وتعميره فيه التعمير العقول في مثل هذا العصر، فتكون وفاته قبل الاسلام بتلك الأزمنة المتطاولة، التي تسمح بهذا الغموص الذي يحيط بحياة قس على شهرته وظهور أمره، نعم قد روى حديث قس وسماع النبي له في سوق، عكاظ من طرق متعددة، وقد أفرد بعض الرواة طريقه وفيه خطبة قس وشعره، وهو في الطوالات للطبراني وغيرها، ولكن أبن حجر العسقلاني ذكر في كتاب الاصابة، أن طرقه كلها ضعيفة، فلا يحتج بها في مثل ذلك.

عقيدته: قد ذكر الأب لويس شيخو اليسوعي قساً في كتابه

(شعراء النصرانية) وقد ورد فيما روى من أخبار قس أنه كان

أسقف نجران، وقد ذكر الجارود بن عبد الله فيما وصفه به

النبيلى الله عليه وسلم أنه كان يلبس المسوح، ويتبع السياح

على منهاج المسيح، لا يغير الرهبانية، مقراً بالوحدانية،

تضرب بحكمته الأمثال، ويتنكشف به الأهوال، وتتبعه

الأبدال، أدرك راس الحواريين سمعان

ولا شك أن الأب لويس لا يعنى بالنصرانية التي يثبتها لقس

الا هذه النصرانية التي تكاد تتصل بموت المسيح عليه السلام، ومن أهم أصولها عقيدة التثليث وعقيدة الصلب والفداء، وما إلى هذا من أصول هذه النصرانية، ولا شك أن الأخبار التي وصلت ألينا عن قس، والاثار التي وردت إلينا عنه فيما كان يدعو العرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>