فذهل الزوج لجرأة زوجته وكاد يصعق في مكانه لأنه كان يعتقد إنها آخر من تفكر في ارتكاب الخطيئة أو الوقوع في الإثم، ولكنه تظاهر أمامها بالهدوء والسكينة بالرغم من إنه كان يغلي في قرارة نفسه كالمرجل.
ثم صمم أخيراً على أن يعرف خطاياها بنفسه مهما كلفه ذلك من جهد، أو كبده من مشقة وعناء. . .
فلما حل عيد الميلاد صرح لها بالخروج في ذلك اليوم ولكنه حظر عليها الذهاب إلى كنيسة غير كنيستها، وأمرها بالا تعترف بخطاياها لقسيس غير قسيسها، ثم نبه عليها بأن تعود بعد ذلك إلى المنزل مباشرة. ففهمت السيدة غرضه وأجابته إلى رغبته بهزة خفيفة من رأسها!
وكان زوجها قد سبقها في الذهاب إلى الكنيسة قبل ذلك ببضعة أيام وأتفق مع القسيس على أن يرتدي ملابسه ويحل محله في مقابل أجر كبير أعطاه إليه ليتسنى له معرفة خطايا زوجته بنفسه، فلما حضرت وسألت عن القسيس ذهبوا بها إلى زوجته الذي كان قد سبقها في الوصول إلى الكنيسة ببضع دقائق! فعرفته زوجته لأول وهلة بالرغم من أنه قد أخفى وجهه بحيث لم يكن يتبين منه سوى عينيه، ولكنه لم يستطع أن يغير لهجته، ولا أن يبدل صوته بالرغم من انه كان يحاول ذلك جهد طاقته! وهذا ما أكد للسيدة أن الواقف أمامها ليس إلا زوجها دون سواه!
فابتسمت لمرآه ابتسامة مريرة متكلفة وخاطبت نفسها بقولها:(حمداً لله وشكراً! لقد أصبح هذا الزوج الغيور قسيساً، ولكني لن أبوح له بما يود معرفته، ويتوق اللحظة إلى سماعه!) ثم تظاهرت بأنها لم تعرفه وارتمت تحت قدميه وقبلت يديه بمذلة وخشوع وقالت:
- بالرغم من أنني متزوجة من رجل غني كما تعلم، إلا أنني أحب قسيساً يأتي إلى منزلي ويبيت في مخدعي كل ليلة!
فدهش الزوج لهذا الاعتراف الفاضح ولكنه أخفى دهشته بكل مشقة وصعوبة لأنه أراد الوثوق من هذا الأمر، والتأكد من معرفته، فقال لزوجته وقد بهت لونه، واكفهرت سحنته:
- وكيف ذلك يا ابنتي؟ ألا يقضي زوجك الليل في مخدعك؟ فقالت زوجته وهي تخفي براحة يدها ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيها: