للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- بلى يا سيدي. . .

فقال الزوج وقد زادت دهشته عن ذي قبل:

وكيف يبيت إذن هذا القسيس في مخدعك في الوقت الذي يكون زوجك موجوداً معك؟

فتظاهرت الزوجة بالغرابة لهذا السؤال وقالت:

- لست أدري ذلك تماماً يا سيدي، ولكني أعتقد أنه ليس هناك باب إلا ويفتح بمجرد ملامسة هذا القسيس له. وقد أخبرني أنه يتلو عند مجيئه إلى منزلي تعويذة فتلقي بزوجي المسكين من فراشه على الأرض وتجعله يروح في سبات عميق دون أن يدري بمجيئه، أو يحس بزيارته لي!

فارتبك الزوج في موقفه ارتباكاً شديداً وقال لها وهو يحاول أن يكظم غيظه، ويكبح جماح غضبه:

- أنني أرثي حقاً لحالتك يا سيدتي، ولكن ليس لك عندي مع الأسف أي حل. وكل ما أستطيع أن أفعله أنني سأصلي كل ليلة من أجلك، وسأرسل إليك - فضلاً عن ذلك - رسولاً من قبلي بين الفينة والفينة لأرى نتيجة صلاتي لك، عسى أن يغفر الله لك ويبعد هذا القسيس إلى الأبد. . .

فتظاهرت السيدة بالخوف الشديد وقالت:

- لا ترسل بربك أحداً إلى منزلي لأن زوجي شديد الغيرة علي!

ولكن القسيس - أو الزوج - طمأنها بقوله:

- لا تهتمي بذلك مطلقاً لأنني سأتخذ الحيطة اللازمة لذلك.

فقالت السيدة وهي تهم بالوقوف:

- إذا استطعت أن تفعل يا سيدي؛ فإنني لن أنسى لك هذا الصنيع ما حييت، وسأكون مدينة لك بشكري مدى العمر بالرغم من أنني أحب هذا القسيس حباً جماً ولا أطيق فراقه عني بأي حال!

قالت ذلك ثم غادرت لكنيسة على عجل وهي تضحك في سرها من سذاجة زوجها الذي كان يتميز من الغيظ، ويقرض على أسنانه من شدة الغضب! وألقى الزوج بعد أن تركته زوجته بقلنسوة القسيس وبردائه على الأرض ثم هرع من فوره إلى منزله. فلما وصل إليه

<<  <  ج:
ص:  >  >>