لزيارتها في الليلة الماضية أم لا؟ فأجابته السيدة بقولها:
- لا! أنه لم يأت في الليلة الماضية، وإذا انقطع عن زيارتي عدة ليال أخرى فإنني لن ألبث أن أنساه بمضي الزمن وإن كنت سأتألم بعض الشيء لغيابه عني، وانقطاعه عن زيارتي!!
وكرر الزوج مراقبته للقسيس الموهوم عدة ليال في الوقت الذي تلهو فيه زوجته مع جارها فلبو كل ليلة دون أن يدري أحد من أمرهما شيئاً! فلما عيل صبره، ولم يجد أدنى فائدة من تلك المراقبة، سأل زوجته ذات يوم وشر الغضب يتطاير من عينيه، والحنق الكامن في أعماق نفسه يلوح على أسارير وجهه المتجهم فقال:
- ما الذي اعترفت به للقسيس في صبيحة يوم عيد الميلاد؟
فذعرت الزوجة لهذا السؤال المفاجئ، ولاذت بالصمت المطبق، والسكوت العميق، فلما كرر عليها زوجها هذا السؤال استولى عليها الغضب ثم التفتت نحوه وقالت:
- أظن أنه ليس من حقك، ولا من حق أي إنسان آخر أن أطلعك على أسراري، أو أكاشفك بخبيئة نفسي! فازداد غضب الزوج لهذا الرد وقال:
- أيتها المرأة المنافقة، والمخادعة الشريرة، أنني أعلم بكل ما اعترفت به في الكنيسة، وسأجبرك الآن على إخباري بكل شيء عن ذلك القسيس الذي يبيت في مخدعك كل ليلة. . .
فلم تكترث زوجته لتهديده وقالت:
إنني لا أستقبل في مخدعي أحدا سواك. . .
ولكن الزوج الغاضب لم يقتنع بإجابتها وانفجر فيها قائلاً:
- ماذا تقولين؟ أتنكرين هذا أيتها الحية الرقطاء؟ أو لم تخبري القسيس الذي اعترفت أمامه بذلك؟
فنظرت إليه زوجته نظرة شزراء ثم قالت له بجرأة وثبات:
- إنني لا أنكر شيئاً مما قلته له، وما دمت قد سمعت اعترافي كاملاً فلا حاجة بي إلى تكراره أمامك مرة أخرى!
فقال لها زوجها وهو يعجب من شجاعتها ورباطة جأشها: