يقول في سورة طه لموسى وهرون:(فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى) بـ (ال) التعريف أيضا. فلا تستغرب يا سيدي!
ولا تستغرب أيها السيد الكريم إذا علمت أن أهل القبلة جميعا كانوا، ولا يزالون، وسيظلون إلى آخر الدهر، يقول الرجل منهم إذا انتهى من سجوده وقعد للتشهد:(السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته). ولا تستغرب إذا أنت قرأت في صحيح البخاري في باب (ما يتخير من الدعاء بعد التشهد ليس بواجب): (حدثنا مسدّد، قال حدثنا يحيى، عن الأعمش، حدثني شقيق، عن عبد الله قال: كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا، السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين - فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء، أو بين الأرض والسماء - أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله. ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو). وكذلك في باب (التشهد في الآخرة) من صحيح البخاري
ولا تستغرب يا سيدي أيضا إذا مر بك وأنت تقرأ في مسند أحمد بن حنبل ج٤ ص٤٣٩ من حديث عمران بن حصين:(أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد، ثم جلس فقال (يعني رسول الله): عشر. ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد، ثم جلس، فقال: عشرون. ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد، ثم جلس، فقال: ثلاثون). أقول: يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشر حسنات، وعشرين حسنة، وثلاثين حسنة. وكل ذلك ب (ال) التعريف أيضا.
ولا تستغرب يا سيدي إذا رأيت في مادة (سلم) من لسان العرب: (ويقال السلام عليكم، وسلام عليكم، وسلام، بحذف عليكم. ولم يرد في القرآن غالباً إلا منكراً. . فأما في تشهد الصلاة، فيقال فيه معرفاً ومنكراً. . . وكانوا يستحسنون أن يقولوا في الأول: سلام عليكم، وفي الآخر: السلام عليكم، وتكون الألف واللام للعهد، يعني السلام الأول). ومن هنا أتى من لا يحسن العربية، وقل اطلاعه على كتبها وفقهها. والاستحسان هنا منصّب على ما