وانكشف في فلسطين، يوم قام (ترومان) يطالب بفتح أبواب الهجرة لمئة ألف من اليهود، وقام (بيفن) يسحب كلمة (الشرف) في الكتاب الابيض، ويبيح الهجرة للصهيونيين!
وانكشف في إندونيسيا يوم قامت القوات البريطانية، تقتل الأندلسيين المسلمين، وتسلط عليهم الفرق اليابانية، وتزعم إنها جاءت لتجريد الجنود اليابانية!
أن النضال بين الشرق والغرب في الحقيقة يثيره الإنجليز والأمريكان والفرنسيون والهولنديون، على الشرقيين عامة، والبلاد الإسلامية على وجه الخصوص.
هذه عقيدة يجب أن تستقر في ضمائر الشرقيين. في ضمير الهنود الإندونيسيين والمصريين والسوريين واللبنانيين والعراقيين والحجازيين والنجديين والفلسطينيين والطرابلسيين والجزائريين والتونسيين والمراكشيين. . . وهم كما يرون حشد عظيم، حين يواجهون الاستعمار الغربي متكاتفين.
إنه النضال. . . والويل فيه للمتخاذلين!
وبعد. . . .
فبوركت هذه الدماء الزكية التي كشفت عن عيوننا القناع! بوركت هذه الدماء التي أسكتت بمنطقها الحق الواضح، كل منطق مبهرج أو مدخول!
لقد ارتفعت صيحة الجلاء البريئة، فقوبلت بصيحة الرصاص الأثيمة، هذا منطق، وذلك منطق. ولقد شهدت الإنسانية في مواقع كثيرة انتصار الصيحة الأولى مهما بدت ضعيفة، على الصيحة الثانية مهما بدت عنيفة. بل لقد شهدنا نحن انتصارها في عام ١٩١٩.
هنالك فارق واحد بين الموقعتين:
في سنة ١٩١٩ كان على راس الأمة سعد زغلول، ولم يكن هذا الرجل يعرف ذلك المنطق المخنث الضعيف. منطق الثقة بالضمير البريطاني المزعوم. وكان الشعب مثله لا يقر مثل هذا المنطق المضحك في تلك الظروف!
فيا أيتها الأمة!
اعرفي طريقك، واعرفي زعماءك، واعرفي أبناءك!
انبذي كل من يحدثك عن ثقته في الضمير السياسي البريطاني.
فالضمير السياسي البريطاني هو هذا الذي يضربك بالرصاص، لأنك تهتفين هتافا سلميا