للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- هو ما تقول. ولك - أن شاء الله - ما تريد

- لست ادري يا سيدي من أين ولا كيف أبدا الكلام؟ فإن موضوع الحديث مستغرب وستشاركني في الدهش والحيرة عندما تسمع ولا أخالك إلا متعجبا وهنا أدنى فريد كرسيه من القروي حتى تلاصقا، فقد استهواه أن يقف على جلية الخبر بعد هذه التقدمة الشائقة وقد شرع (بيرم) يتكلم في موضوعه بعد أن تحرك في كرسيه فقال: لقد عثرت في الأدغال على أشياء كثيرة ذات قيمة عظيمة جدا وهي لا بد أن تكون غالية الثمن. فصوب إليه فريد نظره في هذه اللحظة ليستدل من ملامحه على نصيب حديثه من الصحة، فلم ير أمامه إلا وجها كساه جمال الرجولة، وبدت عليه سمات الجد، ومخايل الذكاء، وحب المغامرة. أما بيرام فقد استمر يقول: لا تيئس أيها السيد فإني أود أن ابسط لك الموضوع من بدايته كما حدث وأرجو أن نفسح لي صدرك وتلقى إلى بالك فانه من الخطورة بمكان.

لك ما تشاء وستجد منى صدرا رحبا.

- أني امتلك قطعة أرض قريبة من بيتي وقد نبت العشب والكلأ فيها بكثرة وبها كثير من الأحجار الصالحة للبناء ولما كنت على عزم تجديد البيت واستصلاح الأرض رأيت أن اجمع تلك الأحجار لانتفع بها ولأنظف الأرض منها لتصير صالحة للإنبات، ولم يكن يساعدني في ذلك غير والدتي وبينما نحن نعمل بجد وقعت فأسي على حجر كبير ودفعني حب الاستطلاع إلى إزالة ما عليه من الأتربة وإخلاء ما حواليه فدعوت والدتي لتعاونني في ذلك العمل ولتعينني على نقله وبد جهد ومشقة استطعنا أن نحركه من مكانه فإذا به غطاء لبئر عميقة يصل الإنسان إلى قاعها بواسطة سلم طويل قد نحت في الصخر، وكانت البئر حالكة الظلمة فأرسلت والدتي إلى البيت فأحضرت المصباح بسرعة!. . . أني عاجز يا سيدي عن أن أصور لك حالتي في تلك اللحظة وقد كنت اسمع والدي - عليه رحمة الله - دائما يقول: لو حفر إنسان هذه الأرض لثر على كنوز قيمة

جدا كان فريد يستمع إلى (بيرم) وهو مبهوت وكانت عيناه لا تبرحان النظر إلى شفتيه وهو يتكلم وحينما وصل من حديثه إلى هذا الحد سأله: هلا دخلت البئر؟

- وكيف لا يا سيدي؟ سأحدثك بكل شئ فلا تتعجل فانه لما عادت والدتي بالمصباح امسكنه بيدي ونزلت وكل همي أن اعرف عن المكان كل شئ: عددت درجات السلم فوجدتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>