القديمة؟ كم من المكتشفات ستحتل الميدان في الأيام القليلة المقبلة؟ سأترك فخر الاكتشاف لزميلي وصديقي (محمود) إني واثق انه سيعجب كثيرات حينما أشرح له مقابلتي لبيرام. . . وفي هذه اللحظة دوى في الفضاء صوت المؤذن منبعثا من مئذنة مسجد (فوش كلَس) يملأ الأرجاء:: (الله أكبر. . . الله أكبر!) دعوة يلبيها المؤمنون الصادقون الذين امتلأت قلوبهم من خشية الله، وترطبت ألسنتهم بذكر الله. . . فيسرعون لصلاة الظهر شكرا لله على نعمائه، وابتهالا إليه أن يوفقهم لرضائه. . . في نفس الوقت دقت أجراس الكنائس القريبة تستحث أتباع المسيح عليه السلام أن يبادروا إليها للتبرك! وفي هذه اللحظة أيضا بدأ الطلبة يخرجون من المدرسة زرافات ووحداناً مسرعين إلى بيوتهم لتناول الغداء، وكلهم يتأبط كتبه وأدواته؛ فرأى فريد صديقه محموداً خارجاً مع زميل له، فناداه، فاستأذن صديقه ولحق بفريد. . . وبعد أن تصافحا قال له: لماذا أنت هنا يا فريد ولست في المتجر؟
- جئت آخذك لتناول الغداء معاً، ولأقفك على موضوع هام.
- ماذا؟ هل تمت خطوبتك؟
- لا! ولكن لدي أخبار في نهاية الغرابة. فتعال معي إلى المنزل.
لا أستطيع؛ فإني سأعود بعد الظهر لا تمام دروسي.
- إنك عندما تعرف الخبر ستنسى الدروس ولن تفكر فيها بل ستلعنها ولا تذهب إليها.
- ما دمت تقول ذلك فسأجيء معك وأفوض أمري إلى الله. ثم أخذا طريقهما إلى منزل فريد الذي بدأ يقول لصديقه: لا شك يا محمود أننا سندهش (أشقودراه) بل العالم بأسره.
- لست أفهم هذه الألغاز يا عزيزي فأرجو أن تفصح.
- لقد عثرت على كنز! فنظر إليه محمود في استغراب وقال: بربك قل الصدق ماذا بك اليوم؟ فقد تغير فيك كل شيء.
أؤكد لك أني وجدت كنزا.
بالله لا تهزأ بي، أنت الذي وجدته؟
- لا! ولكن قرويا جاءني في صباح اليوم وأفضى إلي أنه عثر عليه مصادفة، وشرح له فريد ما كان من بيرام فتعجب محمود وقال: وهل وقع كلام القروي منك موقع الصدق؟
- ولم لا؟ ومن أين لقروي مثله خيال يحسن سبك مثل هذا الموضوع بمثل هذه المهارة؟