لامنمحعت، وقد يزيد بعضهم انه ابن غير شرعي بدليل ما ورد في القصة من اتصاله المكين بالملكة والأميرات، وهذه الألقاب الضافية التي أسبغها عليه الأديب مما يدل على قوة قرابته من الملك.
ويذهب البعض أيضاً إلى أنه لم يهرب من مصر إلى خوفاً على حياته من أسرتسن أن يقتله حتى لا ينازعه بعد موت أبيه العرش الذي استولى عليه قبلئذ بعشر سنوات في حياة أبيه.
وهذه القصة تصف كثيراً من أحوال مصر وأمنمحعت وأسرتسن والبدو من قبائل الصحراء الشرقية وسينا وسكان فلسطين وعلاقة مصر بجاراتها في ذلك العهد البعيد (نحو ٢٠٠٠ سنة ق. م) وكل اولئك ينطبق على ما هو معروف في التاريخ عن ذلك العهد حتى أن أثريا ثقة هو العالم الإنكليزي السير فلندرز بترى يذهب إلى أنها قصة دونها صاحبها لإثبات حوادث تاريخية كما كان الملوك قبل ذلك يدونون وقائعهم على جدران قبورهم وآثارهم. ويرى أنه لا يبعد أن يعثر المنقبون يوماً على قبر هذا الأمير سينوحيت، وأن يجدوا هذه القصة منقوشة في قبره.
القصة
حدّث الأمير سينوحيت حافظ أختام الملك ونديمه الوفي، والفيصل في المشكلات، والقيّم على أحوال الغرباء. قال: كنت في حاشية سيدي الأمير وقرينته العزيزة عنخت أسرتسن سليلة الملوك وشريكة حياة ولي العهد.
وحدث في السابع من بابة من العام الثلاثين أن تسلل الإله القصر، وقبض روح الملك الطيب سحتب آب رع (امنمحعت الأول) التي صعدت إلى السماء راجعة إلى مصدرها، وهكذا قدر للقصر الزاهر أن تطبق عليه الكآبة، فتوصد أبوابه، ويخر خدمه على وجوههم حداداً على مولاهم العظيم.
حدث ذلك بينما كان جيش مصري جرار يخوض غمار معارك طاحنة في الغرب، إذ كان الملك قد بعث قبل موته بهذا الجيش إلى تمهو (لوبية) وزوده بطائفة من خير قواده، وكانت قيادته العليا للإله الباسل الملك أسرتسن ابنه وخليفته في ملكه، وما انتهى الجيش من حروبه حتى قفل راجعاً وقد غنم كثيراً من الأسرى، وقطعاناً لا حصر لها من الأنعام.