عليه وسلم كان يعلمهم التشهد كما يعلم السورة من القرآن، ولرأيت النووي وهو من أصحاب الشافعي يقول:(قوله السلام عليك أيها النبي، يجوز في السلام في الموضعين حذف اللام وإثباتها، والإثبات أفضل). أبعد هذا يا سيدي تطالبني بأن أطلعك أنت (على نص يوثق به يشير إلى أنهم منذ زمن الرسول (ص) يقولون في التشهد السلام عليك أيها النبي)! عسى ولعل، ولعل أهل القبلة أخطئوا جميعاً وأصبحت أنت! بما أوتيت من التدقيق والتحقيق والفحص وطلب المواثيق!!
وأما إنكارك الحديث على ما خيّلت لك، وأنه مما لا يستشهد به أهل اللغة والنحو، واحتجاجك على ذلك بشيء اقتطعته من بحث في خزانة الأدب ج١ ص ٦، ولم تتمه على وجهه بالتدقيق والتحقيق والفحص وطلب المواثيق كدأبك وعلى عادتك، فهذا باب وحده لو ارتطمت فيه لم تعرف مخرجك منه. وما الذي ألجأك إلى هذا أيها العزيز؟ الآني أتيتك بحديث المسند ج٤ ص ٤٣٩ وفيه النص على أن المسلمين كانوا يبدءون التحية بقولهم (السلام عليك)؟
والحديث الصحيح الذي استخلصه رواتنا رضي الله عنهم، فنفوا عنه كذب الكاذبين، وتحريف الغالين، وانتحال المبطلين حجه في اللغة ولا في اللغة والنحو، ولو زعم لك أنه لا يكون حجة في اللغة ولا في النحو فاعلم أنه مبطل، وأنه غافل لا يدري ما يقول. ولو رجع إلى الخزانة التي نقلت عنها (وحسبك ولا أزيدك) علمت أن صاحبك نقل الذي نقلت لي في كلامك، وأنه رجل عالم طالبُ حق لا مغرور بباطل، فقد ذكر وجوه اعتراض المطلبين في الاحتجاج بالحديث ثم نقضها حجة حجة، وصرح بأن تدوين الأحاديث وضبطها وقع في صدر الأول من قبل أن تفسد اللغة وترتضخ الألسنة باللكنة الأعجمية، كما يعلم ذلك من درس تاريخ رواية الحديث وتدوينه حقّ دراسة، ثم صرح في آخر كلامه بأن لا فرق بين جميع روايات الحديث مهما اختلفت ألفاظها، في صحة الاستدلال بها في اللغة والنحو. وكنت حقيقاً أن تقرأ كلَّ هذا قراءة طالب العلم، فلا تسألني أن أغلق باب الاستشهاد بالحديث، من أجل كلمات رويتها لم تحسن وضعها في مواضعها.
وإلا فحدثني أيها العزيز لم ترى اللغة، كصاحب اللسان، وابن الأثير، والزمخشري صاحبك وصاحب كتاب الفائق، وسواهم ممن عرفت ومن لم تعرف كتبهم استشهاداً بالحديث على