للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفكر فيه امرأة حين يذكر لها تعدد الزوجات. ثم ماذا يقول الأطفال إذا فارقهم (بابا) ليلتين أو ثلاث ليالي أو أكثر من ذلك ليذهب إلى زوجاته الأخريات؟).

وكتب جوزيف ماردفلد - وهو من المشتغلين بدراسة علم الأجناس والسلالات - فاستحسن تعدد الزوجات وغلب عليه حكم الصنعة فعلل استحسانه بالفائدة العلمية التي يجنيها الإنسان من هذه التجربة الضرورية إذا صرفت إلى غايتها الصحيحة. فنأخذ رجلا قويا ذكيا وسيما ونراقب نسله من عدة نساء مختلفات النماذج والأخلاق، ونستخلص من ذلك أصدق المبادئ الصالحة لتحقيق الكمال المثالي في القران بين الذكور والإناث. أما الطلاق فهو لازم للفصل بين الزوجين كلما ظهر النقص في شروط القران واستحال التوفيق بينهما على النحو الذي ينفع الذرية ونوع الإنسان. ويرى هذا الكاتب أن تجربة المورمون في القارة الأمريكية قد أسفرت عن نجاح لا ريب فيه وأنجبت في إقليم أوتاه جيلا من أصحاء الرجال والنساء صمدوا للمقاومة التي كانت تحيط بهم من كل صوب، وذللوا الصعوبات التي أقمها لهم رجال الدين وغيرهم من أعداء تعدد الزوجات.

وأنكر فرانك شيهان تعدد الزوجات كما أنكر الطلاق لأنه لا يريد أن ينفصل ما عقده الله ليبقى منعقدا مدى الحياة. وحاول أن يعلل إنكاره بعلة اجتماعية فقال إن السماح بتعدد الزوجات ظلم للطبقات الفقيرة، لأن إيواء الزوجة في العصر الحاضر يكلف الزوج نفقات لا قبل بها للفقير بغير جهد جهيد. فكيف بالزوجات المتعددات؟ وكيف نستخدم القانون لتمييز طبقة واحدة من طبقات المجتمع وحرمان سائر الطبقات من هذه المزية؟.

قال: (ولنتكلم بعد هذا عن الحياة اليومية التي يحياها رجل يجمع بين زوجات متعددات، ولنقدر أنهن لا يعشن تحت سقف واحد بل في حجرات متقاربات. ولنتخيل الزوجة رقم (١) حين تنظر إلى النور موقدا في مسكن الزوجة رقم (٢) ثم ينطفئ النور ساعة الرقاد. أين يا ترى يكون الزوج هذه الساعة؟ أعند هذه الزوجة أم عند الثانية أم عند الأخرى؟. . .).

وعلى هذا المثال تبدأ الآراء في هذه المسائل الجلي فيثبت للناظر فيها شيء واحد على الأقل وهو أن المعارضة في مذهب تعدد الزوجات لا تستند إلى سبب أخطر من سبب (المزاج) كما يصح أن تعبر عن أشباه هذه الأسباب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>