تولى نيابة السلطنة المصرية بمدينة حلب على السلطان المنصور قلاوون وتوفي ودفن بها كما جاء ذلك في أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، وكان قبل ذلك نائباً لسلطان مصر بمدينة دمشق وهو الذي قبض بها على الأمير عز الدين إيدمر الظاهري حينما توقف عن البيعة للمنصور قلاوون، ويدل تاريخه على الهيبة ووفرة الحرمة والوقار والنفوذ التي كان يتمتع بها لدى ملوك مصر نظراً لأياديه البيضاء في معركة عين جالوت وأن هذه الهيبة كان يتمتع بها حتى مماليكه بالقاهرة وهو غائب عنها لما كان أميراً بالشام. فقد قبض الملك الظاهر بيبرس على عدة من أمراء مصر بدمشق ولما وصل إلى جمال الدين الشمسي لم يجسر أن يقبض عليه بل تركه على حاله ومات رحمه الله في الخمسين من عمره.
فلا محل إذا لكي تختلط شخصية كتبغا نوين مع العادل زين الدين كتبغا وان تشابها في الاسم. وقد ورد في السلوك انه في سنة ٦٧٨ أنعم المنصور قلاوون على أربعين من رجاله فرفعهم إلى مرتبة الأمراء وذكرهم واحداً واحدا بالاسم، وكان منهم زين الدين كتبغا وسنجر الشجاعي وأغلب المؤرخين يقررون أنه أخذ أسيراً في عين جالوت وهو شاب وإن كان البعض اشتبه عليه نسبته إلى المنصور بقوله المنصوري فضن أنه أخذ أسيراً من يوم معركة حمص (رجب ٦٧٨) فيكون بين أخذه أسيراً وتعيينه أميراً أقل من سنة، وهذا لا يمكن وقوعه نظراً لما تطلبه الجندية الإسلامية في مصر من تهيئة واستعداد وتدريب، ولا يتحقق ذلك إلا بعد سنوات طويلة.
والعادل كتبغا رجل من أعظم رجال القرن السابع والقرن الثامن الهجري، وقد وفاه المؤرخون حقه أيام توليه السلطنة، وبعد عزله منها وإقامته أميراً بالشام وهو الذي قضى على الفتن عند مقتل الأشرف خليل، ووطد أركان الملك للناصر محمد وهو في العاشرة من عمره، وقد بدأ حياته وهو على دين التتار، وأسلم وحسن إسلامه، وقال عنه صاحب الدرر الكامنة (كان قليل الشر يؤثر أمور الديانة شجاعا مقداما سليم الباطن رفيقا بالرعية)
وفي عهد سلطنته لجأ إلى مصر آلاف من بلاد التتار وهم الاويراتية فسكنوا بالقاهرة واختلطوا بأهل البلاد. ولما عزل من السلطنة تولى قلعة صرخد ثم نائبا بمدينة حماة، وفي أثناء نيابته بها هجم التتار على الديار الشامية في عام ٧٠٢ فحضر الجهاد وهو محمول على محفة لمرضه وكبر سنه وهذه نهاية ما يمكن أن يصل إليه الإيمان وكان ذلك في